١٧

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً }.

يقول تعالى ذكره للمشركين به: فكيف تخافون أيها الناس يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم باللّه ، ولم تصدّقوا به. وذُكر أن ذلك كذلك في قراءة عبد اللّه بن مسعود. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٧٢٨٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، في قوله: فَكَيْفَ تَتّقُونَ إنْ كَفَرْتُمْ يَوْما يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبا يقول: كيف تتقون يوما وأنتم قد كفرتم به ولا تصدّقون به.

٢٧٢٨٣ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة : فَكَيْفَ تَتّقُونَ إنْ كَفَرْتُمْ قال: واللّه لا يتقي من كفر باللّه ذلك اليوم.

و قوله: يَوْما يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبا يعني يوم القيامة، وإنما تشيب الولدان من شدّة هوله وكربه، كما:

٢٧٢٨٤ـ حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يَوْما يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبا كان ابن مسعود يقول: (إذا كان يومُ القيامة دعا ربّنا المَلِكُ آدمَ، فيقول: يا آدم قم فابعث بعث النار، فيقول آدم: أي ربّ لا علم لي إلاّ ما علمتني، فيقول اللّه له: أخرج من كلّ ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، فيُساقون إلى النار سُودا مقرنين، زُرقا كالِحِين، فيشيب هنالك كلّ وليد) .

٢٧٢٨٥ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: يَوْما يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبا قال: تشيب الصغار من كرب ذلك اليوم.

﴿ ١٧