٤

و قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على غدرة. ذكر من قال ذلك:

٢٧٣١٥ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: أما سمعت قول غَيلان بن سَلَمة:

وإنّى بِحَمْدِ اللّه لا ثَوْبَ فاجِرٍلَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنّعُ

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مُصْعَب بن سلام، عن الأجلح، عن عكرِمة، عن ابن عباس ، قال: أتاه رجل وأنا جالس فقال: أرأيت قول اللّه : وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تلبسها على معصية ولا على غدرة، ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفيّ:

وإنّى بِحَمْدِ اللّه لا ثَوْبَ فاجِرٍلَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنّعُ

٢٧٣١٦ـ حدثنا سعيد بن يحيى، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأجلح، عن عكرِمة، قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تلبسها على غدرة، ولا على فجرة، ثم تمثّل بشعر غيلان بن سلمة هذا.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، قال: حدثنا سفيان، عن الأجلح بن عبد اللّه الكندي، عن عكرِمة وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تلبس ثيابك على معصية، ألم تسمع قول غيلان بن سَلَمَةَ الثقفّي:

وإنّى بِحَمْدِ اللّه لا ثَوْبَ فاجِرٍلَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنّعُ

٢٧٣١٧ـ حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا حجاج، قال ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم، ثم قال: نقيّ الثياب في كلام العرب.

حدثنا سعيد بن يحيى، قال: حدثنا حفص بن غياث القاضي، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عباس ، قوله وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: في كلام العرب: نقيّ الثياب.

٢٧٣١٨ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الذنوب.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الذنوب.

٢٧٣١٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: هي كلمة من العربية كانت العرب تقولها: طهر ثيابك: أي من الذنوب.

٢٧٣٢٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ يقول: طهّرها من المعاصي، فكانت العرب تسمى الرجل إذا نكث ولم يف بعهد أنه دَنِس الثياب، وإذا وفى وأصلح قالوا: مطهّر الثياب.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس : وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم.

٢٧٣٢١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ يقول: لا تلبس ثيابك على معصية.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم.

قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: من الإثم.

٢٧٣٢٢ـ قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن الأجلح، سمع عكرمة قال: لا تلبس ثيابك على معصية.

٢٧٣٢٣ـ قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر وعطاء قالا: من الخطايا.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تلبس ثيابك من مكسب غير طيب. ذكر من قال ذلك:

٢٧٣٢٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائب، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصية.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أصلح عملك. ذكر من قال ذلك:

٢٧٣٢٥ـ حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: عملك فأصلح.

٢٧٣٢٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي رَزِين في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: عملك فأصلحه، وكان الرجل إذا كان خبيث العمل، قالوا: فلان خبيث الثياب، وإذا كان حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب.

وقال آخرون في ذلك ما.

٢٧٣٢٧ـ حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لست بكاهن ولا ساحر، فأعرض عما قالوا.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: اغسلها بالماء، وطهرها من النجاسة. ذكر من قال ذلك:

٢٧٣٢٨ـ حدثني عباس بن أبي طالب، قال: حدثنا عليّ بن عبد اللّه بن جعفر، عن أحمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد بن سيرين وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: اغسلها بالماء.

٢٧٣٢٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره أن يتطهر، ويطهّر ثيابه.

وهذا القول الذي قاله ابن سيرين وابن زيد في ذلك أظهر معانيه، والذي قاله ابن عباس وعكرِمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه عُنِيَ به: جسمك فطهر من الذنوب، واللّه أعلم بمراده من ذلك.

﴿ ٤