٧

و قوله: فإذَا بَرِقَ البَصَرُ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه أبو جعفر القارىء ونافع وابن أبي إسحاق: (فإذَا بَرَقَ) بفتح الراء، بمعنى شخص وفُتِح عند الموت وقرأ ذلك شيبة وأبو عمرو وعامة قرّاء الكوفة بَرِقَ بكسر الراء، بمعنى: فزع وشقّ. وقد:

٢٧٥٠٥ـ حدثني أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: ثني حجاج، عن هارون، قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عنها، فقال: بَرِقَ بالكسر بمعنى حار. قال: وسألت عنها عبد اللّه بن أبي إسحاق فقال: (بَرَقَ) بالفتح، إنما برق الخيطل والنار والبرق. وأما البصر فبرق عند الموت. قال: وأخبرت بذلك ابن أبي إسحاق، فقال: أخذت قراءتي عن الأشياخ نصر بن عاصم وأصحابه، فذكرت لأبي عمرو، فقال: لكن لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه، فكأنه يقول: آخذ عن أهل الحجاز.

وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب كسر الراء فإذَا بَرِقَ بمعنى: فزع فشُقّ وفُتِح من هول القيامة وفزع الموت. وبذلك جاءت أشعار العرب. أنشدني بعض الرواة عن أبي عُبيدة الكلابي:

لَما أتانِي ابْنُ صُبَيْحٍ رَاغِباأعْطَيْتُهُ عَيْساء مِنْها فَبرَقْ

وحُدثت عن أبي زكريا الفرّاء قال: أنشدني بعض العرب:

نَعانِي حَنانَةُ طُوْبالَةًتَسَفّ يَبِيسا مِنَ الْعِشْرقِ

فنَفْسَكَ فانْعَ وَلا تَنْعَنِيودَاوِ الْكُلومَ وَلاَ تَبْرَقِ

بفتح الراء، وفسّره أنه يقول: لا تفزع من هول الجراح التي بك قال: وكذلك يْبرُق البصر يوم القيامة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٧٥٠٦ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: فإذَا بَرِقَ البَصَرُ يعني يبرق البصر: الموت، وبروق البصر: هي الساعة.

٢٧٥٠٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: بَرِقَ البَصَرُ قال: عند الموت.

٢٧٥٠٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: فإذَا بَرِقَ البَصَرُ شخص البصر.

﴿ ٧