١٥و قوله: ولَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ اختلف أهل الرواية في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: بل للإنسان على نفسه شهود من نفسه، ولو اعتذر بالقول مما قد أتى من المآثم، وركب من المعاصي، وجادل بالباطل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٥٣٨ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَلَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ يعني الاعتذار، ألم تسمع أنه قال: لا يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ، وقال اللّه : (وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلَم ما كنا نعمل من سوء) وقولهم: وَاللّه رَبّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ. ٢٧٥٣٩ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جُبير، في قوله: بَلِ الإنْسانُ على نَفْسِهِ بَصِيرَةُ قال: شاهد على نفسه ولو اعتذر. ٢٧٥٤٠ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَو ألْقَى مَعاذِيرَهُ ولو جادل عنها، فهو بصيرة عليها. ٢٧٥٤١ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن عمران بن حدير، قال: سألت عكرمة، عن قوله: بَلِ الإنْسانُ على نَفْسِهِ بَصيرَةٌ وَلَوْ ألْقَى مَعاذيرَهُ قال: فسكت، فقلت له: إن الحسن يقول: ابن آدم عملك أولى بك، قال: صدق. ٢٧٥٤٢ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَلَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ قال: معاذيرهم التي يعتذرون بها بوم القيامة فلا ينتفعون بها، قال: يوم لا يؤذن لهم فيعتذرون ويوم يؤذن لهم فيعتذرون فلا تنفعهم، ويعتذرون بالكذب. وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل للإنسان على نفسه من نفسه بصيرة ولو تجرّد. ذكر من قال ذلك: ٢٧٥٤٣ـ حدثني نصر بن عليّ الجهضمي، قال: ثني أبي، عن خالد بن قيس، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس ، في قوله: وَلَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ قال: لو تجرّد. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولو أرخى الستور وأغلق الأبواب. ذكر من قال ذلك: ٢٧٥٤٤ـ حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا رَوّاد، عن أبي حمزة، عن السديّ، في قوله: وَلَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ ولو أرخى الستور، وأغلق الأبواب. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وَلَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ لم تقبل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٥٤٥ـ حدثني نصر بن عليّ، قال: ثني أبي، عن خالد بن قيس، عن قتادة ، عن الحسن: وَلَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ لم تُقبل معاذيره. وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: معناه: ولو اعتذر لأن ذلك أشبه المعاني بظاهر التنزيل وذلك أن اللّه جل ثناؤه أخبر عن الإنسان أن عليه شاهدا من نفسه بقوله بَلِ الإنْسانُ على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ فكان الذي هو أولى أن يتبع ذلك، ولو جادل عنها بالباطل، واعتذر بغير الحقّ، فشهادة نفسه عليه به أحقّ وأولى من اعتذاره بالباطل. |
﴿ ١٥ ﴾