١٦

القول في تأويل قوله تعالى: {لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}.

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : لا تحرّك يا محمد بالقرآن لسانك لتعجل به.

واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله

قيل له: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ فقال بعضهم: قيل له ذلك، لأنه كان إذا نزل عليه منه شيء عجل به، يريد حفظه من حبه إياه، ف

قيل له: لا تعجل به فإنّا سَنحفظُه عليك. ذكر من قال ذلك:

٢٧٥٤٦ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا نزل عليه القرآن تعجّل يريد حفظه، فقال اللّه تعالى ذكره: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنّ عَلَيْنَا جمْعَهُ وَقُرآنَهُ وقال ابن عباس : هكذا، وحرّك شفتيه.

حدثني عبيد بن إسماعيل الهبّاريّ ويونس قالا: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جُبير، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا نزل عليه القرآن تعجّل به يريد حفظه وقال يونس: يحرّك شفتيه ليحفظه، فأنزل اللّه : لا تُحَرّكْ بِه لسَانَكَ لتَعْجَلَ بِه إنّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ.

حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي عائشة، سمع سعيد بن جُبير، عن ابن عباس مثله، وقال: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ قال: هكذا، وحرّك سفيان فاه.

٢٧٥٤٧ـ حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس ، في قوله: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قال: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، كان يحرّك به لسانه وشفتيه، فيشتدّ عليه، فكان يعرف ذلك فيه، فأنزل اللّه هذه الاَية في (لا أقسم بيوم القيامة) : لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس ، قال: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن، حرّك شفتيه، فيعرف بذلك، فحاكاه سعيد، فقال: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قال: لتعجل بأخذه.

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، قال سمعت سعيد بن جُبير يقول: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. قال: كان جبريل عليه السلام ينزل بالقرآن، فيحرّك به لسانه، يستعجل به، فقال: لا تُحَرّكْ به لسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ.

٢٧٥٤٨ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ربعى بن علية، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبيّ في هذه الاَية: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قال: كان إذا نزل عليه الوحي عَجِل يتكلم به من حبه إياه، فنزل. لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ.

٢٧٥٤٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَك لِتَعْجَلَ بِهِ قال: لا تكلم بالذي أوحينا إليك حتى يقضي إليك وحيه، فإذا قضينا إليك وحيه، فتكلم به.

٢٧٥٥٠ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ قال: كان نبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي من القرآن حرّك به لسانه مخافة أن ينساه.

وقال آخرون: بل السبب الذي من أجله قيل له ذلك، أنه كان يُكثر تلاوة القرآن مخافة نسيانه، ف

قيل له: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إن علينا أن نجمعه لك، ونقرئكه فلا تنسى. ذكر من قال ذلك:

٢٧٥٥١ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، في قوله: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قال: كان لا يفتر من القرآن مخافة أن ينساه، فقال اللّه : لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إن علينا أن نجمعه لك، وقرآنه: أن نقرئك فلا تنسى.

٢٧٥٥٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ قال: كان يستذكر القرآن مخافة النسيان، فقال له: كفيناكه يا محمد.

٢٧٥٥٣ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَيّة، قال: حدثنا أبو رجاء، عن الحسن، في قوله: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحرّك به لسانه ليستذكره، فقال اللّه : لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنا سنحفظه عليك.

٢٧٥٥٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ كان نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحرّك به لسانه مخافة النسيان، فأنزل اللّه ما تسمع.

٢٧٥٥٥ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة لا تُحَرّكْ بِهِ لِسانَكَ قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ القرآن فيكثر مخافة أن ينسى.

وأشبه القولين بما دلّ عليه ظاهر التنزيل، القول الذي ذُكر عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس ، وذلك أن

﴿ ١٦