١٣و قوله: مَتّكِئِينَ فِيها عَلى الأرَائِكِ يقول: متكئين في الجنة على السّرر في الحجال، وهي الأرائك واحدتها أريكة. وقد بيّنا ذلك بشواهده، وما فيه من أقوال أهل التأويل فيما مضى بما أغنى عن إعادته، غير أنا نذكر في هذا الموضع من الرواية بعض ما لم نذكره إن شاء اللّه تعالى قبل. ٢٧٦٨٩ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: مُتّكِئِينَ فِيها عَلى الأرَائِكِ يعني : الحِجال. ٢٧٦٩٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة مُتّكِئِينَ فِيها عَلى الأرَائِكَ كنا نُحدّث أنها الحجال فيها الأسرّة. ٢٧٦٩١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الحصين، عن مجاهد مُتّكِئِينَ فِيها عَلى الأرَائِكِ قال: السّرُر في الحجال. ونصب مُتّكِئِينَ فيها على الحال من الهاء والميم. وقوله لا يَرَوْنَ فِيها شَمْسا وَلا زَمْهَرِيرا يقول تعالى ذكره: لا يرَوْن فيها شمسا فيؤذيهم حرّها، ولا زمهريرا، وهو البرد الشديد، فيؤذيهم بردها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٦٩٢ـ حدثنا زياد بن عبد اللّه الحساني، قال: حدثنا مالك بن سعير، قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: الزمهرير: البرد المفظع. ٢٧٦٩٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال اللّه : لا يَرَوْنَ فيها شَمْسا وَلا زَمْهَريرا يعلم أن شدّة الحرّ تؤذي، وشدّة القرّ تؤذي، فوقاهم اللّه أذاهما. ٢٧٦٩٤ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن السّدّيّ، عن مرّة بن عبد اللّه قال في الزمهرير: إنه لون من العذاب، قال اللّه : لا يَذُوقُون فِيها بَرْدا وَلا شَرَابا. ٢٧٦٩٥ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال: (اشْتَكَتِ النّارُ إلى رَبّها، فَقالَتْ رَبّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضا، فَنَفّسْنِي، فأذِنَ لَهَا فِي كُلّ عامٍ بنَفَسَينِ فأشَدّ ما تَجِدُونَ مِنَ البَرْدِ مِنَ زَمْهَرِيرِ جَهَنّم وأشَدّ ما تَجِدونَ مِنَ الحَرّ مِنْ حَرّ جَهَنّمَ) . |
﴿ ١٣ ﴾