١٤

القول في تأويل قوله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً }.

 يعني تعالى ذكره ب قوله: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وقَرُبت منهم ظلال أشجارها.

ولنصب دانية أوجه: أحدها: العطف به على قوله مُتّكِئيِن فِيها. والثاني: العطف به على موضع قوله لا يَرَوْنَ فِيها شَمْسا لأن موضعه نصب، وذلك أن معناه: متكئين فيها الأرائك، غير رائين فيها شمسا. والثالث: نصبه على المدح، كأنه

قيل: متكئين فيها على الأرائك، ودانية بعد عليهم ظلالها، كما يقال: عند فلان جارية جميلة، وشابة بعد طرية، تضمر مع هذه الواو فعلاً ناصبا للشابة، إذا أريد به المدح، ولم يُرَد به النّسَق وأُنّثَتْ دانيةً لأن الظلال جمع. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد اللّه بالتذكير: (وَدَانِيا عَلَيْهِمْ ظِلالُها) وإنما ذكر لأنه فعل متقدّم، وهي في قراءة فيما بلغني: (وَدَانٍ) رفع على الاستئناف.

و قوله: وَذُلّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً يقول: وذُلّل لهم اجتناء ثمر شجرها، كيف شاؤوا قعودا وقياما ومتكئين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٧٦٩٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَذُلّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً قال: إذا قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلّت حتى ينالها، وإن اضطجع تدلّت حتى ينالها، فذلك تذليلها.

٢٧٦٩٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذلّلَتْ قْطُوفُها تَذْلِيلاً قال: لا يردّ أيديَهم عنها بُعد ولا شوك.

٢٧٦٩٨ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: قُطُوفُها دَانِيَةٌ قال: الدانية: التي قد دنت عليهم ثمارها.

٢٧٦٩٩ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان وَذُلّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً قال: يتناوله كيف شاء جالسا ومتكئا.

﴿ ١٤