١١

وَإذَا الرّسُلُ أُقّتَتْ يقول تعالى ذكره: وإذا الرسل أجلت للاجتماع لوقتها يوم القيامة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٧٧٧٨ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: وَإذَا الرّسُلُ أُقّتَتْ يقول: جمعت.

٢٧٧٧٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول اللّه : أُقّتَتْ قال: أُجّلَتْ.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، قال: قال مجاهد وَإذَا الرّسُلِ أُقّتَتْ قال: أجلت.

٢٧٧٨٠ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، جميعا عن سفيان، عن منصور عن إبراهيم وَإذَا الرّسُلُ أُقّتَتْ قال: أُوعِدَت.

٢٧٧٨١ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَإذَا الرّسُلُ أُقّتَتْ قال: أقتت ليوم القيامة، وقرأ: يَوْمَ يَجْمَعُ اللّه الرّسُلَ قال: والأجل: الميقات، وقرأ: يسْئَلونَك عَنِ الأهِلّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ للنّاسِ وَالحَجّ، وقرأ: إلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قال: إلى يوم القيامة، قال: لهم أجل إلى ذلك اليوم حتى يبلغوه.

٢٧٧٨٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، في قوله: وَإذَا الرّسُلُ أُقّتَتْ قال: وعدت.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة غير أبي جعفر، وعامة قرّاء الكوفة: أُقّتَتْ بالألف وتشديد القاف، وقرأه بعض قرّاء البصرة بالواو وتشديد القاف: (وُقّتَتْ) وقرأه أبو جعفر: (وُقِتَتْ) بالواو وتخفيف القاف.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن كل ذلك قراءات معروفات ولغات مشهورات بمعنى واحد، فبأيتها قرأ القارىء فمصيب، وإنما هو فُعّلَتْ من الوقت، غير أن من العرب من يستثقل ضمة الواو، كما يستثقل كسرة الياء في أوّل الحرف فيهمزها، فيقول: هذه أجوه حسان بالهمزة، وينشد بعضهم:

يَحُل أحِيدَهُ ويُقالُ بَعْلٌومِثْلُ تَمَوّلٍ مِنْهُ افْتِقارُ

﴿ ١١