تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآن

للإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

إمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)

_________________________________

سورة النبأ

سورة النبأ مكيّة وآياتها أربعون

بسم اللّه الرحمَن الرحيـم

١

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {عَمّ يَتَسَآءَلُونَ }.

يقول تعالى ذكره: عن أيّ شيء يتساءل هؤلاء المشركون باللّه ورسوله من قريش يا محمد؟ وقيل ذلك له صلى اللّه عليه وسلم ، وذلك أن قريشا جعلت فيما ذُكر عنها تختصم وتتجادل، في الذي دعاهم إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الإقرار بنبوّته، والتصديق بما جاء به من عند اللّه ، والإيمان بالبعث، فقال اللّه لنبيه: فيم يتساءل هؤلاء القوم ويختصمون؟ و (في) و (عن) في هذا الموضع بمعنى واحد. ذكر من قال ما ذكرت:

٢٧٨٢٧ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن مِسعر، عن محمد بن جحادة، عن الحسن، قال: لما بُعِث النبي صلى اللّه عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم، فأنزل اللّه : عَمّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النّبَأ العَظِيم يعني : الخبر الْعظيم.

قال أبو جعفر: ثم أخبر اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم عن الذي يتساءلونه، فقال: يتساءلون عن النبأ العظيم: يعني : عن الخبر العظيم.

واختلف أهل التأويل في المعنيّ بالنبأ العظيم، فقال بعضهم: أريد به القرآن. ذكر من قال ذلك:

﴿ ١