٧

للنفخة الأولى تَتْبَعُهاالرّادِفَةُ تتبعها أخرى بعدها، وهي النفخة الثانية التي رَدِفَتِ الأولى، لبعث يوم القيامة. ذكر من قال ذلك:

٢٧٩٨٣ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ يقول: النفخة الأولى.

و قوله: تَتْبَعُها الرّادِفَةُ يقول: النفخة الثانية.

حدثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ يقول: تتبع الاَخرةُ الأولى، والراجفة: النفخةُ الأولى، والرادفة: النفخة الأخرة.

٢٧٩٨٤ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، قوله: يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قال: هما النفختان: أما الأولى فتَميت الأحياء، وأما الثانية فتُحيي الموتى ثم تلا الحسن: ونُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللّه ثُمّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فإذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ.

٢٧٩٨٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قال: هما الصّيْحتان، أما الأولى فتُميت كلّ شيء بإذن اللّه ، وأما الأخرى فتُحيي كل شيء بإذن اللّه إن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (بَيْنَهُما أرْبَعُونَ) قال أصحابه: واللّه ما زادنا على ذلك. وذُكر لنا أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (يُبْعَثُ فِي تِلْك الأرْبَعِينَ مَطَرٌ يُقالُ لَهُ الْحَياةُ، حتى تَطِيبَ الأرْضُ وتَهْتَزّ، وتَنْبُتَ أجْسادُ النّاسِ نَباتَ البَقْلِ، ثُمّ تُنْفَخُ النّفْخَةُ الثّانِيَةُ، فإذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) .

٢٧٩٨٦ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المُحَاربيّ، عن إسماعيل بن رافع المَدَنِيّ، عن يزيدبن أبي زياد، عن رجل، عن محمد بن كعب القُرَظِيّ، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وذكر الصّور، فقال أبو هريرة: يا رسول اللّه ، وما الصّور؟ قال: (قَرْنٌ) ، قال: فكيف هو؟ قال: (قَرْنٌ عَظِيمٌ يُنْفَخُ فِيهِ ثَلاثُ نَفَخاتٍ: الأُولى نَفْخَةُ الفَزَع، والثّانِيَةُ نَفْخَةُ الصّعْق، والثّالِثَةُ نَفْخَةُ القِيام، فَيَفْزَعُ أهْلُ السّمَوَاتِ والأرْض إلاّ مَنْ شاء اللّه ، ويأمر اللّه فيدِيمُها، ويطوّلها، ولا يَفْتُر، وهي التي تقول: ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحة واحدة مالها من فَوَاق، فيسيّر اللّه الجبال، فتكون سَرابا، وتُرَجّ الأرض بأهلها رجّا، وهي التي يقول: يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) .

٢٧٩٨٧ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن الطّفيل بن أبيّ، عن أبيه، قال: قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ فقال: (جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه) .

 

٢٧٩٨٨ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ: النفخة الأولى، تَتْبَعُها الرّادِفَةُ: النفخة الأخرى.

وقال آخرون في ذلك ما:

٢٧٩٨٩ـ حدثني به محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول اللّه : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ قال: ترجف الأرض والجبال، وهي الزلزلة.

و قوله: الرّادِفَةُ قال: ه

و قوله: إذَا السّماءُ انْشَقّتْ فدُكتا دَكةً واحدة.

وقال آخرون: ترجف الأرض، والرادفة: الساعة. ذكر من قال ذلك:

٢٧٩٩٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجفَةُ الأرض، وفي قوله: تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قال: الرادفة: الساعة.

واختلف أهل العربية في موضع جواب قوله: والنّازِعات غَرْقا فقال بعضُ نحويّي البصرة: قوله والنّازِعاتِ غَرْقا: قسم واللّه أعلم على إنّ في ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَن يَخْشَى وإن شئت جعلتها على يَوْم تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ وهو كما قال اللّه وشاء أن يكون في كل هذا، وفي كلّ الأمور. وقال بعض نحويّي الكُوفة: جواب القسم في النازعات: ما تُرِك، لمعرفة السامعين بالمعنى، كأنه لو ظهر كان لَتُبْعَثُنّ ولتحاسبنّ قال: ويدل على ذلك أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً ألا ترى أنه كالجواب ل قوله: لَتُبْعَثُنّ إذ قال: أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً. وقال آخر منهم نحو هذا، غير أنه قال: لا يجوز حذف اللام في جواب اليمين، لأنها إذا حذفت لم يُعرف موضعها، وذلك أنها تلي كلّ كلام.

والصواب من القول في ذلك عندنا: أن جواب القسم في هذا الموضع، مما استغني عنه بدلالة الكلام، فتُرك ذكره.

﴿ ٧