٦و قوله: وَإذَا الْبِحارُ سُجّرَتْ اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: وإذا البحار اشتعلت نارا وحَمِيت. ذكر من قال ذلك: ٢٨١٧٦ـ حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: ثني أُبيّ بن كعب وَإذَا الّبِحارُ سُجّرَتْ قال: قالت الجنّ للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فانطلقوا إلى البحار، فإذا هي تأجّج نارا. ٢٨١٧٧ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عليّ رضي اللّه عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟ فقال: البحر، فقال: ما أراه إلا صادقا والْبَحْرِ المَسَجْورِ (وَإذَا الْبِحارُ سُجِرَتْ) مخففة. ٢٨١٧٨ـ حدثني حوثرة بن محمد المنِقريّ، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا مجالد، قال: أخبرني شيخ من بجيلة عن ابن عباس ، في قوله: إذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ قال: كوّر اللّه الشمس والقمر والنجوم في البحر، فيبعث عليها ريحا دبورا، فتنفخه حتى يصير نارا، فذلك قوله: وَإذَا الْبِحارُ سُجّرَتْ. ٢٨١٧٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَإذَا الْبِحارُ سُجرَتْ قال: إنها توقد يوم القيامة، زعموا ذلك التسجير في كلام العرب. ٢٨١٨٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، في قوله: والْبَحْر المَسْجُور قال: بمنزلة التنور المسجور وَإذَا الْبِحارُ سُجّرَتْ مثله. ٢٨١٨١ـ قال: ثنا مهران، عن سفيان وَإذَا الْبِحارُ سُجّرَتْ قال: أُوقدت. وقال آخرون: معنى ذلك: فاضت. ذكر من قال ذلك: ٢٨١٨٢ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم وَإذَا الْبحارُ سُجّرَتْ قال: فاضت. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع، مثله. ٢٨١٨٣ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الكلبي، في قوله: وَإذَا الّبِحارُ سُجّرَتْ قال: مُلئت، ألا ترى أنه قال: وَالبَحْرِ المَسْجُورِ. ٢٨١٨٤ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَإذَا الْبِحارُ سُجّرَتْ يقول: فُجّرت. وقال آخرون: بل عني بذلك أنه ذهب ماؤها. ذكر من قال ذلك: ٢٨١٨٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وإذا الْبِحارَ سُجّرَتْ قال: ذهب ماؤها فلم يبق فيها قطرة. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَإذَا الْبِحارُ سُجّرَتْ قال: غار ماؤها فذهب. ٢٨١٨٦ـ حدثني الحسين بن محمد الذارع، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسين، في هذا الحرف وَإذَا الْبحارُ سُجّرَتْ قال: يبست. ٢٨١٨٧ـ حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا أبو رجاء، عن الحسن، بمثله. حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: وَإذَا الْبِحارُ سُجّرَتْ قال: يبَست. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: معنى ذلك: مُلئت حتى فاضت، فانفجرت وسالت كما وصفها اللّه به في الموضع الاَخر، فقال: وإذا البحار فجّرت والعرب تقول للنهر أو للرّكيّ المملوء: ماء مسجور ومنه قول لبيد: فَتَوَسّطا عُرْضَ السّرِى وَصَدّعامَسْجُورَةً مُتَجاوِرا قُلاّمُها و يعني بالمسجورة: المملوءة ماء. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة: سُجّرَتْ: بتشديد الجيم. وقرأ ذلك بعض قرّاء البصرة: بتخفيف الجيم. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. |
﴿ ٦ ﴾