٨

حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد اللّه ، قال: حدثنا شعبة، عن أبي رجاء، عن عكرِمة في قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قال: للصّلب.

٢٨٥٤٢ـ حدثني عُبيد بن إسماعيل الهباريّ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ، عن ليث، عن مجاهد في قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قال: على أن يرد الماء في الإحليل.

حدثني نصر بن عبد الرحمن الأَوْدِيّ الوشاء، قال: حدثنا أبو قَطَن عمرو بن الهيثم، عن ورقاء، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن مجاهد، في قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قال: على ردّ النطفة في الإحليل.

حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قال: في الإحليل.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قال: ردّه في الإحليل.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنه على ردّ الإنسان ماء كما كان قبل أن يخلقه منه. ذكر من قال ذلك:

٢٨٥٤٣ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: إنّهُ عَلى رَجْعه لَقادِرٌ إن شئتُ رددتُه كما خلقته من ماء.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنه على حبس ذلك الماء لقادر. ذكر من قال ذلك:

٢٨٥٤٤ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قال: على رجع ذلك الماء لقادر، حتى لا يخرج، كما قدر على أن يخلق منه ما خلق، قادر على أن يرجعه.

وقال آخرون: بل معنى ذلك أنه قادر على رجع الإنسان من حال الكبر إلى حال الصغر. ذكر من قال ذلك:

٢٨٥٤٥ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين، عن مقاتل بن حَيّان، عن الضحاك قال: سمعته يقول في قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يقول: إن شئت رددته من الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الصّبا، ومن الصبا إلى النطفة.

وعلى هذا التأويل تكون الهاء في قوله: عَلى رَجْعِهِ من ذكر الإنسان.

وقال آخرون ممن زعم أن الهاء للإنسان معنى ذلك أنه على إحيائه بعد مماته لقادر. ذكر من قال ذلك:

٢٨٥٤٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لقادِرٌ إن اللّه تعالى ذكره على بعثه وإعادته قادر.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال معنى ذلك: إن اللّه على ردّ الإنسان المخلوق من ماء دافق من بعد مماته حيا، كهيئته قبل مماته لقادر.

وإنما قلت هذا أولى الأقوال في ذلك بالصواب، ل قوله: يَوْمَ تُبْلَى السّرائِرُ فكان في إتباعه قوله: إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ نبأ من أنباء القيامة، دلالة على أن السابق قبلها أيضا منه، ومنه يَوْمَ تُبْلَى السّرائِرُ يقول تعالى ذكره: إنه على إحيائه بعد مماته لقادر، يوم تُبلى السرائر فاليوم من صفة الرجع، لأن المعنى: إنه على رجعه يوم تبلى السرائر لقادر.

وعُنِي ب قوله: يَوْمَ تُبْلى السّرَائِرُ يوم تُخْتَبرُ سرائر العباد، فيظهر منها يومئذٍ ما كان في الدنيا مستخفيا عن أعين العباد، من الفرائض التي كان اللّه ألزمه إياها، وكلّفه العمل بها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٨٥٤٧ـ حُدثت عن عبد اللّه بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، في قوله: يَوْمَ تُبْلَى السّرائِرُ قال: ذلك الصوم والصلاة وغُسْل الجنابة، وهو السرائر ولو شاء أن يقول: قد صُمْتُ وليس بصائم، وقد صلّيتُ ولم يصلّ، وقد اغتسلت ولم يغتسل.

﴿ ٨