٢و قوله: وأنْتَ حِلّ بِهَذَا البَلَدِ يعني : بمكة يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : وأنت يا محمد حِلّ بهذا البلد، يعني بمكة يقول: أنت به حلال تصنع فيه مِن قَتْلِ من أردت قتلَه، وأَسْرِ من أردت أسره، مُطْلَقٌ ذلك لك يقال منه: هو حِلّ، وهو حلال، وهو حِرْم، وهو حرام، وهو مُحلّ، وهو محرم، وأحللنا، وأحرمنا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٨٧٩٠ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ يعني بذلك: نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، أحلّ اللّه له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء، ويستحْيِي من شاء فقتل يومئذٍ ابن خَطَل صَبْرا وهو آخذ بأستار الكعبة، فلم تحلّ لأحد من الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يقتل فيها حراما حرّمه اللّه ، فأحلّ اللّه له ما صنع بأهل مكة، ألم تسمع أن اللّه قال في تحريم الحرم: وللّه عَلى النّاسِ حِجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً يعني بالناس أهل القبلة. ٢٨٧٩١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مِهْران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد وأنتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: ما صنعت فأنت في حِلّ من أمر القتال. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: أَحَلّ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما صنع فيه ساعة. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: أحلّ له أن يصنع فيه ما شاء. ٢٨٧٩٢ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: أُحِلّت للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم ، قال: اصنع فيها ما شئت. حدثني موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حسين الجُعْفِيّ، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد، في قول اللّه وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: أنت حِلّ مما صنعت فيه. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: أحلّ اللّه لك يا محمد ما صنعت في هذا البلد من شيء، يعني مكة. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: لا تؤاخَذَ بما عملت فيه، وليس عليك فيه ما على الناس. ٢٨٧٩٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ يقول: بريء عن الحرج والإثم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدِ يقول: أنت به حلّ لست بآثم. ٢٨٧٩٤ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الْبَلَدَ قال: لم يكن بها أحد حلاً غير النبي صلى اللّه عليه وسلم ، كلّ من كان بها حراما، لم يحلّ لهم أن يقاتلوا فيها، ولا يستحلوا حرمه، فأحله اللّه لرسوله، فقاتل المشركين فيه. ٢٨٧٩٥ـ حدثنا سوار بن عبد اللّه ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك، عن عطاء وأنْتَ حِلّ بِهَذَا الّبَلَدِ قال: إن اللّه حرّم مكة، لم تحلّ لنبيّ إلا نبيكم ساعة من نهار. ٢٨٧٩٦ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وأنْتَ حِلّ بهَذَا الْبَلَدِ يعني محمدا، يقول: أنت حلّ بالحرم، فاقتل إن شئت، أو دع. |
﴿ ٢ ﴾