٣

و قوله: وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ يقول تعالى ذكره: فأقسم بوالد وبولده الذي ولد.

ثم اختلف أهل التأويل في المعنيّ بذلك من الوالد وما ولد، فقال بعضهم: عُنِي بالوالد: كلّ والد، وما ولد: كلّ عاقر لم يلد. ذكر من قال ذلك:

٢٨٧٩٧ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن عطية، عن شريك، عن خصيف، عن عكرِمة، عن ابن عباس في: وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: الوالد: الذي يلد، وما ولد: العاقر الذي لا يولد له.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن خَصِيف، عن عكرمة، عن ابن عباس وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: العاقر، والتي تلد.

٢٨٧٩٨ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن النضر بن عربي، عن عكرِمة وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: العاقر، والتي تلد.

٢٨٧٩٩ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: هو الوالد وولده.

وقال آخرون: عُنِي بذلك: آدم وولده. ذكر من قال ذلك:

٢٨٨٠٠ـ حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: الوالد: آدم، وما ولد: ولده.

حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: ولده.

٢٨٨٠١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: آدم وما ولد.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: آدم وما ولد.

٢٨٨٠٢ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي خالد، عن أبي صالح في قول اللّه وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: آدم وما ولد.

٢٨٨٠٣ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: الوالد: آدم، وما ولد: ولده.

٢٨٨٠٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، قوله: وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: آدم وما ولد.

٢٨٨٠٥ـ حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: آدم وما ولد.

وقال آخرون: عُنِي بذلك: إبراهيم وما ولد. ذكر من قال ذلك:

٢٨٨٠٦ـ حدثني محمد بن موسى الحَرَشِيّ، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: سمعت أبا عمران الجَوْنِيّ يقرأ: وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ قال: إبراهيم وما ولد.

والصواب من القول في ذلك: ما قاله الذي قالوا: إن اللّه أقسم بكلّ والد وولده، لأن اللّه عمّ كلّ والد وما ولد. وغير جائز أن يخصّ ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر، أو عقل، ولا خبر بخصوص ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه كما عمّه.

﴿ ٣