٦

و قوله: يَقُولُ أهْلَكْتُ مالاً لُبَدا يقول هذا الجليد الشديد: أهلكت مالاً كثيرا، في عداوة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فأنفقت ذلك فيه، وهو كاذب في قوله ذلك وهو فعل من التلبد، وهو الكثير، بعضه على بعض، يقال منه: لَبد بالأرض يَلْبُد: إذا لصق بها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٨٨٢٥ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : مالاً لُبَدا يعني باللبد: المال الكثير.

٢٨٨٢٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مالاً لُبَدا قال: كثيرا.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: أهْلَكْتُ مالاً لُبَدا. قال: مالاً كثيرا.

٢٨٨٢٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: أهْلَكْتُ مالاً لُبَدا: أي كثيرا.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، مثله.

٢٨٨٢٨ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: مالاً لُبَدا قال: اللبد: الكثير.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار: مالاً لُبَدا بتخفيف الباء. وقرأه أبو جعفر بتشديدها. والصواب بتخفيفها، لإجماع الحجة عليه.

و قوله: أَيَحْسَبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ يقول تعالى ذكره: أيظنّ هذا القائل أهْلَكْتُ مالاً لُبَدا أن لم يره أحد في حال إنفاقه ما يزعم أنه أنفقه.

﴿ ٦