١٠

و قوله: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ يقول تعالى ذكره: وهديناه الطريقين، ونجد: طريق في ارتفاع.

واختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: عُنِي بذلك: نَجْد الخير، ونَجْد الشرّ، كما قال: إنّا هَدَيْناهُ السّبِيلَ إمّا شاكِرا وإمّا كَفُورا. ذكر من قال ذلك:

٢٨٨٣١ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه وهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: الخير والشرّ.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه ، مثله.

٢٨٨٣٢ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن منذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، قال: ليسا بالثديين.

حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، قال: حدثنا عمران جميعا، عن عاصم، عن زِرّ، عن عبد اللّه وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: نجد الخير، ونجد الشرّ.

حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عاصم، قال: سمعت أبا وائل يقول: كان عبد اللّه يقول في: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: نجد الخير، ونجد الشرّ.

٢٨٨٣٣ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ يقول: الهدى والضلالة.

٢٨٨٣٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ يقول: سبيل الخير والشرّ.

٢٨٨٣٥ـ حدثنا هناد بن السريّ، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، في قوله: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: الخير والشرّ.

حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عبد اللّه بن الربيع بن خثيم، عن أبي بُردة، قال: مرّ بنا الربيع بن خثيم، فسألناه عن هذه الاَية: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ فقال: أما إنهما ليسا بالثديين.

٢٨٨٣٦ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: الخير والشرّ.

حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: سبيل الخير والشرّ.

٢٨٨٣٧ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْن نجد الخير، ونجد الشرّ.

٢٨٨٣٨ـ حدثنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ خَيْرٍ، وَنجْدُ شَرَ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشّرّ أحَبّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ) ؟.

حدثنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عطية أبو وهب، قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (ألا إنّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشّرَ، فَمَا يَجْعَلُ نَجْدَ الشّرّ أحَبّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ) ؟.

حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الملك، قال: حدثنا شعبة، عن حبيب، عن الحسن، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، نحوه.

حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، قال: سمعت الحسن يقول وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: ذُكر لنا أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (يا أيّها النّاسُ إنّمَا هُمَا النّجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشّرّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشّرّ أحَبّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ) .

٢٨٨٣٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ: ذُكر لنا أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (أيّها النّاسُ إنّمَا هُمَا النّجْدَانِ، نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشّرّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشّرّ أحَبّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ) ؟.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، في قوله: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : (إنّمَا هُمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشّرّ أحَبّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ) ؟.

٢٨٨٤٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول اللّه : وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قاطع طريق الخير والشرّ. وقرأ قول اللّه : إنّا هَدَيْناهُ السّبِيلَ.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهديناه الثّديين: سبيلي اللبن الذي يتغذّى به، وينبت عليه لحمه وجسمه. ذكر من قال ذلك:

٢٨٨٤١ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عيسى بن عقال، عن أبيه، عن ابن عباس وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْنِ قال: هما الثديان.

٢٨٨٤٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن المبارك بن مجاهد، عن جُويبر، عن الضحاك ، قال: الثديان.

وأولى القولين بالصواب في ذلك عندنا: قول من قال: عُنِي بذلك طريق الخير والشرّ، وذلك أنه لا قول في ذلك نعلمه غير القولين اللذين ذكرنا والثديان، وإن كانا سبيلي اللبن، فإن اللّه تعالى ذكْره إذ عدّد على العبد نِعَمه ب قوله: إنّا خَلَقْنا الإنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعا بَصِيرا إنّا هَدَيْناهُ السّبِيلَ إنما عدّد عليه هدايته إياه إلى سبيل الخير من نِعمه، فكذلك قوله: وَهَدَيْناهُ النّجْدَيْن.

﴿ ١٠