٨و قوله: فألهَمها فُجُورَها وتَقْوَاها يقول تعالى ذكره: فبين لها ما ينبغي لها أن تأتي أو تذر من خير، أو شرّ أو طاعة، أو معصية. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٨٨٩٣ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها يقول: بَيّنَ الخيرَ والشرّ. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: فأَلهَمها فُجُورَها وَتَقْوَاها يقول: بيّن الخيرَ والشرّ. ٢٨٨٩٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها قال: علّمها الطاعة والمعصية. ٢٨٨٩٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها قال: عَرّفها. ٢٨٨٩٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها: فبَيّن لها فجورها وتقواها. ٢٨٨٩٧ـ وحُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها، بيّن لها الطاعةَ والمعصيةَ. ٢٨٨٩٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مِهْران، عن سفيان فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها قال: أعلمها المعصيةَ والطاعةَ. ٢٨٨٩٩ـ قال: ثنا مِهْران، عن سفيان، عن الضحاك بن مزاحم فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها قال: الطاعةَ والمعصيةَ. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن اللّه جعل فيها ذلك. ذكر من قال ذلك: ٢٨٩٠٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقْوَاها قال: جعل فيها فجورَها وتقواها. ٢٨٩٠١ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصم النبي ل، قالا: حدثنا عزرة بن ثابت، قال: ثني يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يَعْمَر، عن أبي الأسود الدّيليّ، قال: قال لي عمران بن حُصين: أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه، أشيء قُضِيَ عليهم، ومضى عليهم من قَدَرٍ قد سبق، أو فيما يستقبلون، مما أتاهم به نبيهم عليه الصلاة والسلام، وأكدت عليهم الحجة؟ قلت: بل شيء قُضِيَ عليهم، قال: فهل يكون ذلك ظلما؟ قال: ففزعت منه فزعا شديدا، قال: قلت له: ليس شيء إلا وهو خَلْقُه، ومِلْكُ يده، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. قال: سدّدك اللّه ، إنما سألتك (أظنه أنا) لأخْبُرَ عقلك. إن رجلاً من مُزَينة أو جهينة، أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال: يا رسول اللّه ، أرأيتَ ما يعملُ الناس فيه ويتكادحون: أشيء قضي عليهم، ومضى عليهم من قَدَرٍ سبق، أو فيما يستقبلون، مما أتاهم به نبيهم عليه السلام، وأكّدت به عليهم الحجة؟ قال: (فِي شَيْءٍ قَدْ قُضِيَ عَلَيْهِمْ) قال: ففيم نعملُ؟ قال: (مَنْ كانَ اللّه خَلَقَهُ لإِحْدَى المَنْزِلَتَينِ يُهَيّئُهُ لَهَا، وَتَصْدِيقُ ذلكَ فِي كِتابِ اللّه : وَنَفْسٍ وَما سَوّاها فأَلَهَمها فُجُورَها وَتَقْوَاها) . |
﴿ ٨ ﴾