١١

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدّىَ}.

 يعني جل ثناؤه ب قوله: وَما يُغْني عَنْهُ مالُهُ: أيّ شيء يدفع عن هذا الذي بخل بماله، واستغنى عن ربه، مالُه يوم القيامة إذَا هو تَرَدّى؟.

ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: إذَا تَرَدّى فقال بعضهم: تأويله: إذا تردّى في جهنم: أي سقط فيها فَهَوى. ذكر من قال ذلك:

٢٨٩٦٣ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا الأشجعيّ، عن ابن أبي خالد، عن أبي صالح وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إذَا تَرَدّى قال: في جهنم. قال أبو كُرَيب: قد سمع الأشجعيّ من إسماعيل ذلك.

٢٨٩٦٤ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قوله: إذَا تَرَدّى قال: إذا تردّى في النار.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إذا مات. ذكر من قال ذلك:

٢٨٩٦٥ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إذَا تَرَدّى قال: إذا مات.

حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: إذا تَرَدّى قال: إذا مات.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال: إذا مات.

وأَولَى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: إذا تردّى في جهنم، لأن ذلك هو المعروف من التردّي فأما إذا أُريد معنى الموت، فإنه يقال: رَدِيَ فلان، وقلما يقال: تردّى.

و قوله: إنّ عَلَيْنا للّهدَى يقول تعالى ذكره: إن علينا لَبيانَ الحقّ من الباطل، والطاعة من المعصية. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

﴿ ١١