٥

و قوله: سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ سلام ليلة القدر من الشرّ كله من أوّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٣٤ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة سَلامٌ هِيَ قال: خير حَتى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.

حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة مِنْ كُل أمْرٍ سَلامٌ هِيَ أي هي خير كلها إلى مطلع الفجر.

٢٩١٣٥ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ قال: من كلّ أمرٍ سلام.

٢٩١٣٦ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول اللّه : سَلامٌ هِيَ قال: ليس فيها شيء، هي خير كلها حتى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.

٢٩١٣٧ـ حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقيّ، قال: حدثنا عبد الحميد الحِمّانيّ، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الرحمن بن أبي لَيَلى، في قوله: مِنْ كُلّ أمْرٍ سَلامٌ هِيَ قال: لا يحدث فيها أمر.

وعُنِي ب قوله: حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ: إلى مطلع الفجر.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار، سوى يحيى بن وثاب والأعمش والكسائيّ مَطْلَعِ الْفَجْرِ بفتح اللام، بمعنى: حتى طلوع الفجر تقول العرب: طلعت الشمس طلوعا ومَطْلَعا. وقرأ ذلك يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي: (حَتّى مَطْلِعِ الْفَجْرِ) بكسر اللام، توجيها منهم ذلك إلى الاكتفاء بالاسم من المصدر، وهم ينوون بذلك المصدر.

والصواب من القراءة في ذلك عندنا: فتح اللام لصحة معناه في العربية، وذلك أن المطلَع بالفتح هو الطلوع، والمطلِع بالكسر: هو الموضع الذي تَطْلُع منه، ولا معنى للموضع الذي تطلع منه في هذا الموضع.

﴿ ٥