٥

فكأنّ معنى تحدّث كان عند سعيد: تُنَبىء، وتنبيئها أخبارَها: إخراجها أثقالها من بطنها إلى ظهرها. وهذا القول قول عندي صحيح المعنى، وتأويل الكلام على هذا المعنى: يومئذٍ تبّين الأرض أخبارها بالزلزلة والرّجّة، وإخراج الموتى من بطونها إلى ظهورها، بوحي اللّه إليها، وإذنه لها بذلك، وذلك معنى قوله: بأنّ رَبّكَ أوْحَى لَهَا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٥٣ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن. قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول اللّه : وَأخْرَجَتِ الأرْضُ أثْقالَهَا بأنّ رَبّكَ أوْحَى لَهَا قال: أمرها، فألقَت ما فيها وتخلّت.

حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بأنّ رَبّكَ أوْحَى لَهَا قال: أمرها.

وقد ذُكر عن عبد اللّه أنه كان يقرأ ذلك: (يَوْمَئِذٍ تُنْبّىءُ أخْبارَها) و

قيل: معنى ذلك أن الأرض تحدّث أخبارها مَنْ كان على ظهرها من أهل الطاعة والمعاصي، وما عملوا عليها من خير أو شرّ. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٥٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أخْبارَها قال: ما عمل عليها من خير أو شرّ، بأن ربك أوحى لها، قال: أعلمها ذلك.

٢٩١٥٥ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أخبْارَها قال: ما كان فيها، وعلى ظهرها من أعمال العباد.

٢٩١٥٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أخْبارَها قال: تخبر الناس بما عملوا عليها.

و

قيل: عُنِي ب قوله: أوْحَى لَهَا: أوحى إليها. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٥٧ـ حدثني ابن سنان القزّاز، قال: حدثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرِمة، عن ابن عباس أوْحَى لَهَا قال: أوحى إليها.

﴿ ٥