٢

و قوله: فالمُورِيات قَدْحا اختلف أهل التأويل، في ذلك، فقال بعضهم: هي الخيل تُورِي النارَ بحوافرها. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٨٨ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال: حدثنا أبو رجاء، قال: سُئل عِكرِمة، عن قوله: فالمُورِياتِ قَدْحا قال: أوْرَتْ وقَدَحتْ.

٢٩١٨٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة فالمُورِياتِ قَدْحا قال: هي الخيل وقال الكلبيّ: تقدح بحوافرها حتى يخرج منها النار.

٢٩١٩٠ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن واصل، عن عطاء فالمُورِياتِ قَدْحا قال: أورت النار بحوافرها.

٢٩١٩١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: فالمُورِياتِ قَدْحا تُوري الحجارةَ بحوافرها.

وقال آخرون: بل معنى ذلك أن الخيل هِجْنَ الحرب بين أصحابهنّ ورُكْبانهنّ. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٩٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فالمُورِياتِ قَدْحا قال: هِجْنَ الحرب بينهم وبين عدوّهم.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة فالمُورِياتِ قَدْحا قال: هجِن الحرب بينهم وبين عدوّهم.

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك: الذين يُورون النار بعد انصرافهم من الحرب. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٩٣ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البَجَلِيّ، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس ، قال: سألني عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه، عن الْعادِياتِ ضَبْحا فالمُورِياتِ قَدْحا فقلت له: الخيل تغير في سبيل اللّه ، ثم تأوِي إلى الليل، فيصنعون طعامهم ويورون نارهم.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: مكر الرجال. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٩٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : فالمُورِياتِ قَدْحا قال: المكر.

٢٩١٩٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح. عن مجاهد، في قول اللّه : فالمُورِياتِ قَدْحا قال: مكر الرجال.

وقال آخرون: هي الألسنة ذكر من قال ذلك:

٢٩١٩٦ـ حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سمِاك بن حرب، عن عكرِمة قال: يُقال في هذه الاَية فالمُورِياتِ قَدْحا قال: هي الألسنة.

وقال آخرون: هي الإبل حين تسير تَنْسِفَ بمناسمها الحصى. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٩٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مُغيرة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه : فالمُورِياتِ قَدْحا قال: إذا تَسَفت الحصى بمناسمها، فضربَ الحصَى بعضُه بعضا، فيخرج منه النار.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن اللّه تعالى ذكره أقسم بالموريات التي توري النيران قدحا فالخيل تُوري بحوافرها، والناس يورونها بالزّند، واللسان مثلاً يوري بالمنطق، والرجال يورون بالمكر مثلاً، وكذلك الخيل تهيج الحرب بين أهلها: إذا التقت في الحرب ولم يضع اللّه دلالة على أن المراد من ذلك بعضٌ دون بعض فكلّ، ما أوْرت النارَ قدْحا، فداخلة فيما أقسم به، لعموم ذلك بالظاهر.

﴿ ٢