٤

و قوله: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا يقول تعالى ذكره: فرفعن بالوادي غُبارا والنقْع: الغبار، ويقال: إنه التراب. والهاء قوله (به) كناية اسم الموضع، وكنى عنه، ولم يجر له ذكر، لأنه معلوم أن الغبار لا يثار إلا من موضع، فاستغنى بفهم السامعين بمعناه من ذكره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٩٢٠٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا قال: الخيل.

٢٩٢٠٦ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن واصل، عن عطاء وابن زيد، قال: النقع: الغبار.

٢٩٢٠٧ـ حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرِمة فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا قال: هي أثارت الغبار، يعني الخيل.

حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال: حدثنا أبو رجاء، قال: سُئل عكرِمة، عن قوله فأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا قال: أثارت الترابَ بحوافرها.

٢٩٢٠٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا قال: أثرن بحوافرها نقعَ التراب.

حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، مثله.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا قال: أثرن به غبارا.

٢٩٢٠٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البَجَلي، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: قال لي عليّ: إنما العاديات ضَبْحا من عرفةَ إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى مِنَى فَأَثَرْنَ به نَقْعا: الأرض حين تطؤها بأخفافها وحوافرها.

٢٩٢١٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مُغيرة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعا قال: إذا سِرْن يُثرِن الترابَ.

﴿ ٤