١٧٩{ وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَٰوةٌ يٰأُولِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ١) القصاص (حكمته)وقال - فى قوله عز وجل: {وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَاةٌ} . -: يقول: لكم فى القصاص، حياةٌ يَنْتَهِى بها بعضُكم عن بعض، أنْ يُصِيبَ: مخافةَ أنْ يُقتَلَ.. (وأخبرنا) أبو عبد اللّه، وأبو زكريّا؛ قالا: أنا أبو العباس، أنا الربيع، أنا الشافعى: أنا ابن عُيَيْنَةَ، أنا عمرو بن دينار، قال: سمعتُ مجاهداً، يقولُ: سمعتُ ابنَ عباس، يقولُ: كان فى بنى إسْرَائيلَ القِصاصُ، ولم يكن فيهم الدِّيةُ؛ فقال اللّه (عز وجل)لهذه الأمة: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى ٱلْحُرُّ بِالْحُرِّ وَٱلْعَبْدُ بِٱلْعَبْدِ وَٱلأُنثَىٰ بِٱلأُنْثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} ؛ فإن العفوَ:أنْ يُقبَلَ الدِّيَةُ فى العمد؛ {فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} : مما كُتِبَ على مَن كان قبلَكم؛{فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .. قال الشافعى - فى رواية أبى عبد اللّه -: وما قال ابنُ عباس فى هذا، كما قال (واللّه أعلم). وكذلك: قال مُقاتلٌ. وتَقَصِّي مُقاتِلٍ فيه: أكثَرُ من تَقَصِّى ابن عباس.والتنزيل يَدُلُّ على ما قال مُقاتِلٌ: لأن اللّه (جل ثناؤه) -: إذ ذّكَرَ القصاصَ، ثم قال: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} . - لم يَجُزْ (واللّه أعلم) أن ي قالَ: إنْ عُفِىَ: إنْ صُولِحَ على أخذ الدّيَةِ. لأن العفوَ: تركُ حقٍّ بلا عِوَضٍ؛ فلم يَجُزْ إلا أن يكونَ: إنْ عُفِىَ عن القتل؛ فإذا عُفِىَ: لم يكنْ إليه سبيلٌ، وصار لِمَا فِى القتلِ مالٌ فى مال القاتلِ - وهو: دِيَةُ قتيلِهِ. -: فيَتَّبِعُهُ بمعروفٍ، ويُؤَدِّي إليه القاتلُ بإحسانٍ.وإن كان: إذا عفا عن القاتل، لم يكن له شىءٌ -: لم يكن للْعَافى: أن يَتَّبِعَه؛ ولا على القاتل: شىءٌ يُؤَدّيهِ بإحسانٍ. قال: وقد جاءت السنة - مع بيان القرآنِ -: فى مثل معنى القرآن.. فذكَرَ حديث أبى شُرَيْحٍ الكَعْبِىّ: أن النبى (صلى اللّه عليه وسلم) قال: مَنْ قَتَل بعده قتيلا، فأهْلُه بَيْنَ خِيرَتَيْنِ: إنْ أحَبُّوا: قتلوه؛ وإنْ أحَبُّوا أخذوا العَقْلَ.. قال الشافعى: قال اللّه عز وجل: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً} ؛ وكان معلوماً عند أهل العلم -: ممن خُوطِبَ بهذه الآيةِ. - أنّ وَلِىَّ المقتولِ: من جعل اللّه له ميراثاً منه.. |
﴿ ١٧٩ ﴾