١٥-١٦{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللّه وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } ١) الجهاد (حكم الفرار من المعركة) قال الشافعى: قال اللّه تعالى: {يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللّه} .. قال الشافعى (رحمه اللّه): فإذا فَرَّ الواحدُ من اثنين فأقَلَّ: مُتَحَرِّفا لقتال يميناً، وشِمَالاً، ومُدبراً: ونيَّتُه العَوْدةُ للقتال؛ أو:مُتَحَيِّزاً إلى فئةٍ: من المسلمين: قلَّتْ أو كَثُرتْ، كانت بحضرته أو مَبِينةً عنه -: فسواءٌ؛ إنما يصيرُ الأمرُ فى ذلك إلى نيَّةِ المتحرف، أو المتحيز: فإن كان اللّه (عز وجل) يَعلمُ: أنه إنما تَحَرَّفَ: ليعودَ للقتال، أو تَحَيَّزَ لذلك -: فهو الذى استَثْنَى اللّه (عز وجل): فأخرَجَه من سَخَطِه فى التَّحَرُّفِ والتَّحَيُّزِ.وإن كان لغير هذا المعنى: فقد خِفْتُ عليه أنْ يكونَ قد باءَ بسَخَطٍ من اللّه؛ إلا أنْ يعفُوَ اللّه عنه.. قال: وإن كان المشركون أكثرَ من ضعفِهِم: لم أُحِبَّ لهم: أنْ يُوَلُّوا عنهم؛ ولا يَسْتَوْجِبُون السَّخَطَ عندى، من اللّه (عز وجل): لو وَلَّوْا عنهم على غير التَّحَرُّفِ للقتال، أو التحيز إلى فئةٍ. لأنا بَيَّنا: أنَّ اللّه (جل ثناؤه) إنما يوجِبُ سَخَطَه على مَن ترَك فَرْضَه؛ و: أنَّ فرْضَ اللّه فى الجهاد، إنما هو: على أنْ يُجاهِدَ المسلمون ضِعفَهم من العدُوِّ. |
﴿ ١٥ ﴾