١٢{ وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا ٱللّه وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً } ١) الجهاد ٢) الجهاد (أحوال المنافقين فيه) (أنا) أبو سعيد، نا أبو العباس، أنا الربيع، قال: قال الشافعى (رحمه اللّه): غزَا رسولُ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم)، فغزا معه بعضُ مَن يُعرَفُ نفاقُه: فانْخَزَلَ عنه يومَ أُحِدٍ بثلاثِمائةٍ.ثم شَهِدوا معه يومَ الخَنْدَقِ: فتكلموا بما حَكى اللّه (عز وجل): من قولهم: {مَّا وَعَدَنَا ٱللّه وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً} .ثم غزَا بنى المصْطَلِقِ، فشَهِدها معه منهم، عَددٌ: فتكلموا بما حَكى اللّه (عز وجل): من قولهم: {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ} ؛ وغيرِ ذلك مما حَكى اللّه: من نفاقِهمثم غزا غَزْوةَ تَبُوكَ، فشَهِدها معه منهم، قومٌ: نَفَرُوا به ليْلةَ العَقَبَةِ: ليقتلوه؛ فوقاه اللّه شرَّهم. وتَخَلَّف آخرون منهم: فيمن بحَضْرَتِه. ثم أنزل اللّه (عز وجل) عليه، فى غَزَاةِ تَبُوكَ، أو مُنْصَرَفِه منها - ولم يكن له فى تَبُوكَ قتالٌ -: من أخبارهم؛ فقال اللّه تعالى: {وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللّه ٱنبِعَاثَهُمْ}؛ قرأ إلى قوله: {وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} . فأظهَرَ اللّه (عز وجل) لرسوله (صلى اللّه عليه وسلم): أسرارَهم، وخَبَر السَّمَّاعِينَ لهم، وابتِغاءَهم: أن يَفْتِنوا مَن معه: بالكذبِ والإرجافِ، والتَّخْذِيلِ لهم. فأخبرَ: أنه كَرِه انْبِعاثَهم، فَثَبَّطَهُمْ: إذ كانوا على هذه النِّيّةِ،فكان فيها ما دَلَّ: على أن اللّه (عز وجل) أمَر: أنْ يُمنَعَ مَن عُرِف بما عُرِفوا به، من أن يَغزُوَ مع المسلمين: لأنه ضَررٌ عليهم.ثم زاد فى تأكيد بيانِ ذلك، بقوله تعالى: {فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ ٱللّه} - (صلى اللّه عليه وسلم) - قرأ إلى قوله تعالى: {فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ} .. وبسط الكلام فيه. |
﴿ ١٢ ﴾