٨

{ وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }

١) عقائد (موادّة من حادَّ اللّه)

وقرأتُ فى كتاب. (السُّنَنِ) - رِوايةِ حَرْمَلَةَ بن يَحيَى، عن الشافعى رحمه اللّه -:

قال: قال اللّه عز وجل: {لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللّه عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ}، الآيتَيْن: .

قال: يُقالُ (واللّه أعلم): إنَّ بعضَ المسلمينَ تأثَّمَ من صِلةِ المشركينَ - أحْسَبُ ذلك: لَمَّا نزَل فرْضُ جِهادِهم، وقطعِ الوِلايَة بيْنهم وبيْنهم، ونزَل: {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللّه وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللّه وَرَسُولَهُ}، الآيةَ: . - فلمّا خافُوا أنْ تكونَ المَوَدَّةُ: الصِّلةَ بالمالِ، أُنزِل: {لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللّه عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللّه يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ ٱللّه عَنِ ٱلَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ} .

قال الشافعي (رحمه اللّه): وكانتْ الصِّلةُ بالمالِ، والبِرُّ، والإقْساطُ، ولِينُ الكلامِ، والمُرَاسَلةُ -: بحُكمِ اللّه. - غيرَ مانُهُوا عنه: من الوِلاَيَةِ لِمَن نُهُوا عن وِلاَيَتِه: معَ المُظاهَرَةِ على المسْلمينَ.وذلك: أنَّه أباحَ بِرَّ مَن لم يُظاهِرْ عليهم -: من المشركينَ. -والإقْساطَ إليهم؛ ولم يُحَرِّمْ ذلك: إلى مَن أظْهَرَ عليهم؛ بلْ: ذَكَر الذين ظاهرُوا عليهم، فنَهَاهُم: عن وِلايَتِهم. وكان الوِلايَةُ: غيرَ البِرِّ والإِقْساطِ.وكان النبىُّ (صلى اللّه عليه وسلم): فادَى بعضَ أسَارَى بَدْرٍ؛ وقد كان أبُو عَزَّةَ الجُمَحِىُّ: ممَّن مَنَّ عليه -: وقد كان مَعرُوفاً: بعَدَاوَتِه، والتَّأْلِيبِ عليه: بنفْسِه ولسانِه. - ومَنَّ بعدَ بَدْرٍ: على ثُمَامَةَ بنِ أُثَالٍ: وكان مَعرُوفاً: بعَدَاوَتِه؛ وأمَرَ: بقتْلِه؛ ثم مَنَّ عليه بعدَ إسَارِه. وأسْلَمَ ثُمَامَةُ، وحَبَسَ المِيرَةَ عن أهلِ مَكَّةَ: فسَألُوا رسولَ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم)، أنْ يَأذَنَ له: أنْ يَمِيرَهُم؛ فأذِن له: فَمارَهُم.وقال اللّه عز وجل: {وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} ؛ والأسْرى يكونونَ: ممَّن حادَّ اللّه ورسوله..

﴿ ٨