٢١٤

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء قال نزلت في يوم الأحزاب أصاب النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه يومئذ بلاء وحصر فكانوا كما قال اللّه عز وجل وبلغت القلوب الحناجر

عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري قال لما كان يوم الأحزاب حصر النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى امرئ منهم الكرب وحتى قال النبي صلى اللّه عليه وسلم كما قال ابن المسيب اللّهم أنشدك عهدك ووعدك اللّهم إنك إن تشاء لا تعبد فبينا هم على ذلك أرسل النبي صلى اللّه عليه وسلم

إلى عيينة بن حصن بن بدر أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع بمن معك من غطفان وتخذل بين الأحزاب فأرسل إليه عيينة إن جعلت لي الشطر فعلت فأرسل النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فقال إني أرسلت إلى عيينة فعرضت عليه أن أجعل له ثلث ثمركم يكون ويرجع بمن معه من غطفان ويخذل بين الأحزاب فأبى إلا الشطر فقالا يا رسول اللّه إن كنت أمرت بشئ فامض لأمر اللّه قال لو كنت أمرت بشئ ما استأمرتكما مع ولكن هذا رأي أعرضه عليكما قالا فإنا لا نرى أن تعطيهم إلا السيف قال ابن أبي نجيح قالا فواللّه يا رسول اللّه لقد كان يمر في الجاهلية يجر صرمه في عام السنة حول المدينة ما يطيق أن يدخلها أفالآن سعيد حين جاء اللّه بالإسلام نعطيهم ذلك

عبد الرزاق قال معمر قال الزهري قال النبي صلى اللّه عليه وسلم فنعما إذا فبينما هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان جميعا وكان موادعا فقال إني كنت عند عيينة وأبي سفيان إذ جاءتهم رسل بني قريظة أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم فلعلنا أمرناهم بذلك وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث فقام بكلمة النبي صلى اللّه عليه وسلم فجاء عمر فقال يا رسول اللّه إن كان هذا أمر من أمر اللّه فأمضه وإن كان رأيا منك فشأن بني قريظة وقريش أهون

من أن يكون لأحد عليك فيه مقال النبي صلى اللّه عليه وسلم على الرجل ردوه فردوه فقال انظر الذي ذكرناه لك فلا تذكره لأحد فكأنما أغراه به فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان فقال هل سمعتم محمد يقول قولا إلا كان حقا قالوا لا قال فإني لما ذكرت له شأن بني قريظة قال فلعلنا أمرناهم بذلك فقال أبو سفيان سنعلمكم بكر ذلك إن كان مكرا فأرسل إلى بني قريظة إنكم قد أمرتمونا أن نثبت وأنكم ستخالفون المسلمين إلى بيضتهم فأعطونا بذلك رهينة قالوا إنها قد دخلت ليلة السبت وإنا لا نقضي في السبت شيئا قال أبو سفيان أنتم في مكر من بني قريظة فارتحلوا فأرسل اللّه عليهم الريح وقذف في قلوبهم الرعب فأطفأت نيرانهم وقطعت أرسان خيولهم وانطلقوا منهزمين من غير قتال قال فذلك حين قال اللّه تعالى وكفى اللّه المؤمنين القتال وكان اللّه قويا عزيزا قال فندب النبي صلى اللّه عليه وسلم أصحابه في طلبهم فطلبوهم حتى بلغوا حمراء الأسد ثم رجعوا قال فوضع النبي صلى اللّه عليه وسلم عنه لأمته واغتسل واستجمر فناداه جبريل عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة ولم تضعها الملائكة فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم فزعا فقال لأصحابه عزمت عليكم لا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوهم فقالت طائفة من المسلمين إن النبي صلى اللّه عليه وسلم

لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا وقالت طائفة واللّه إنا لفي عزيمة النبي صلى اللّه عليه وسلم وما علينا بأس فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا واحتسابا فلم يعنف النبي صلى اللّه عليه وسلم واحدا من الفريقين وخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة فقال هل مر بكم من أحد فقالوا مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ليس ذلك بدحية ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب قال فحاصرهم النبي صلى اللّه عليه وسلم قال وأمر أصحابه أن يستروه بالحجف حتى يسمعهم كلامه ففعلوا فناداهم يا أخوة القردة والخنازير قالوا يا أبا القاسم ما كنت فاحشا قال فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد ابن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم وزعموا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال أصاب الحكم وكان حيي بن أخطب استجاش المشركين على النبي صلى اللّه عليه وسلم فجاء إلى بني قريظة فاستفتح عليهم ليلا فقال سيدهم إن هذا الرجل مشئوم فلا يشئمنكم قد فناداهم حيي يا بني قريطة ألا تستحيون ألا تلحقوني ألا تضيفوني فإني جائع مقرور فقالت بنو قريظة واللّه لنفتحن له فلم يزالوا حتى فتحوا له فلما دخل معهم أطعمهم قال يا بني قريظة جئتكم في عز الدهر جئتكم في عارض برد لا

يقوم لسبيله شئ فقال له سيدهم أتعدنا عارضنا بردا تنكشف عنا وتدعنا عند بحر دايم لا يفارقنا إنما تعدنا الغرور قال فواثقهم وعاهدهم لئن انقضت جموع الأحزاب أب يجئ حتى يدخل معهم أطمهم فأطاعوه حينئذ في الغدر بالنبي صلى اللّه عليه وسلم وبالمسلمين فلما فض اللّه جموع الأحزاب انطلق حتى إذا كان بالروحاء ذكر العهد والميثاق الذي أعطاهم فرجع حتى دخل معهم أطمهم فلما قتلت بنو قريظة اتى ملبوبا وفي إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال حيي للنبي صلى اللّه عليه وسلم أما واللّه ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل اللّه يخذل فأمر به النبي صلى اللّه عليه وسلم فضربت عنقة

﴿ ٢١٤