٢٤٤وقاتلوا في سبيل . . . . . {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّه} هذا خطاب لهذه الأمة بالجهاد في سبيل اللّه ، وتقدّمت تلك القصة ، كما قلنا ، تنبيهاً لهذه الأمة أن لا تفر من الموت كفرار أولئك ، وتشجيعاً لها ، وتثبيتاً . وروي عن ابن عباس ، والضحاك : أنه أمر لمن أحياهم اللّه بعد موتهم بالجهاد ، أي : وقال لهم قاتلوا في سبيل اللّه . وقال الطبري : لا وجه لهذا القول . انتهى . والذي يظهر القول الأول ، وأن هذه الآية ملتحمة بقوله :{ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَواتِ } وبقوله {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا } لأن في هذا إشعاراً بلقاء العدو ، ثم ما جاء بين هاتين الآيتين جاء كالاعتراض ، فقوله :{ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَمَا لَهُم مّن نَّاصِرِينَ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ } اعتبار بمن مضى ممن فرّ من الموت ، فمات ، أن لا ننكص ولا نحجم عن القتال ، وبيان المقاتل فيه ، وأنه سبيل اللّه فيه حث عظيم على القتال ، إذ كان الإنسان يقاتل للحمية ، ولنيل عرض من الدنيا ، والقتال في سبيل اللّه مورث للعز الأبدي والفوز السرمدي . {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ } يسمع ما يقوله المتخلفون عن القتال والمتبادرون إليه ، ويعلم ما انطوت عليه النيات ، فيجازي على ذلك . |
﴿ ٢٤٤ ﴾