٢٥

فكيف إذا جمعناهم . . . . .

{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } هذا تعجيب من حالهم ، واستعظام لعظم مقالتهم حين اختلفت مطامعهم ، وظهر كذب دعواهم ، إذ صاروا إلى عذاب ما لهم حيلة في دفعه ، كما

قال تعالى :{ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ } هذا الكلام يقال عند التعظيم لحال الشيء ، فكيف إذا توفتهم الملائكة ؟ وقال الشاعر : فكيف بنفس ، كلما

قلت : أشرفت

على البرء من دهماء ، هيض اندمالها

وقال : فكيف ؟ وكلٌّ ليس يعدو حمامه

وما لامرىء عما قضى اللّه مرحلُ

وانتصاب : فكيف ، قيل على الحال ، والتقدير : كيف يصنعون ؟ وقدره الحوفي : كيف يكحون حالهم ؟ فإن أراد كان التامة كانت في موضع نصب على الحال ، وإن كانت الناقصة كانت في موضع نصب على خبر كان ، والأجود أن تكون في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف يدل عليه المعنى : التقدير : كيف حالهم ؟ والعامل في : إذا ، ذلك الفعل الذي قدره ، والعامل في : كيف ، إذا كانت خبراً عن المبتدأ إن قلنا إن انتصابها انتصاب الظروف ، وإن قلنا إنها اسم غير ظرف ، فيكون العامل في : إذا ، المبتدأ الذي قدرناه ، أي : فكيف حالهم في ذلك الوقت ؟ وهذا الاستفهام لا يحتاج إلى جواب ، وكذا أككثر استفهامات القرآن ، لأنها من عالم الشهادة ، وإنما استفهامه تعالى تقريع .

واللام ، تتعلق : بجمعناهم ، والمعنى : لقضاء يوم وجزائه كقوله :{ إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ } قال النقاش : اليوم ، هنا الوقت ، وكذلك :{ أَيَّامًا مَّعْدُوداتٍ } و { فِى يَوْمَيْنِ } و { فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } إنما هي عبارة عن أوقات ، فإنما الأيام والليالي عندنا في الدنيا .

و

قال ابن عطية : الصحيح في يوم القيامة أنه يومك ، لأنه قبله ليلة وفيه شمس .

ومعنى :{ لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي في نفس الأمر ، أو عند المؤمن ، أو عند المخبر عنه ، أو حين يجمعهم فيه ، أو معناه : الأمر خمسة أقوال .

{وَوُفّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } تقدم تفسير مثل يهذا في البقرة ، آخر آيات الربا .

﴿ ٢٥