٧٠

ذلك الفضل من . . . . .

{ذالِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّه} الظاهر أن الإشارة إلى كينونة المطيع من النبيين ، ومن عطف عليهم ، لأنه هو المحكوم به في قوله :{ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ } وكأنه على تقدير سؤال أي : وما الموجب لهم استواؤهم مع النبيين في الآخرة ، مع أن الفرق بينهم في الدنيا بين ؟ فذكر أنَّ ذلك بفضله ، لا بوجوب عليه . ومع استوائهم معهم في الجنة فهم متباينون في المنازل .

وقيل : الإشارة إلى الثواب في قوله أجراً عظيماً .

وقيل : إلى الطاعة .

وقيل : إلى المرافقة .

وقال الزمخشري : إنّ ما أعطى المطيعون من الأجر العظيم ومرافقة المنعم عليهم من اللّه ، لأنه تفضل به عليهم تبعاً لثوابهم ، وذلك مبتدأ والفضل خبره ، ومِن اللّه حال ، ويجوز أن يكونَ الفضل صفةً ، والخبر من اللّه ، ويجوز أن يكونا خبرين على مذهب من يجيز ذلك .

{وَكَفَى بِاللّه عَلِيماً } لما ذكر الطاعة وذكر جزاء من يطيع أتى بصفة العلم التي

تتضمن الجزاء أي : وكفى به مجازياً لمن أطاع .

قال ابن عطية : فيه معنى أن تقول : فشملوا فعل اللّه وتفضله من الاعتراض عليه ، واكتفوا بعلمه في ذلك وغيره ، ولذلك دخلت الباء على اسم اللّه تعالى لتدل على الأمر الذي في قوله : وكفى ، انتهى . وقد بينا فساد قولَ مَن يدّعي أنَّ قولك : كفى بزيد معناه اكتف بزيد عند الكلام على قوله : { وَكَفَى بِاللّه وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّه نَصِيراً}

وقال الزمخشري : وكفى باللّه عليماً ، بجزاء من أطاعه . أو أراد فصل المنعم عليهم ، ومزيتهم من اللّه لأنهم اكتسبوه بتمكينه وتوفيقه ، وكفى باللّه عليماً بعباده ، فهو يوفقهم على حسب أحوالهم انتهى . وهي ألفاظ المعتزلة .

﴿ ٧٠