١١٦

إن اللّه لا . . . . .

{إِنَّ اللّه لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذالِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّه فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً } تقدّم مثل تفسير هذه الآية ، ونزلت قيل : في طعمة .

وقيل : في نفر من قريش أسلموا ثم انقلبوا إلى مكة مرتدين .

وقيل : في شيخ قال : لم أشرك باللّه منذ عرفته ، إلا أنه كان يأتي ذنوباً ، وأنه ندم واستغفر ، إلا أنّ آخر ما تقدّم فقد افترى إثماً عظيماً ، وآخر هذه فقد ضل ضلالاً بعيداً ختمت كل آية بما يناسبها . فتلك كانت في أهل الكتاب ، وهم مطلعون من كتبهم على ما لا يشكون في صحته من أمر الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ووجوب اتباع شريعته ، ونسخها لجميع الشرائع ، ومع ذلك قد أشركوا باللّه مع أن عندهم ما يدل على توحيد اللّه تعالى والإيمان بما نزل ، فصار ذلك افتراء واختلافاً مبالغاً في العظم والجرأة على اللّه .

وهذه الآية هي في ناس مشركين ليسوا بأهل كتب ولا علوم ، ومع ذلك فقد جاءهم بالهدى من اللّه ، وبان لهم طريق الرشد فأشركوا باللّه ، فضلوا بذلك ضلالاً يستبعد وقوعه ، أو يبعد عن الصواب . ولذلك جاء بعده :

﴿ ١١٦