١٥٤ورفعنا فوقهم الطور . . . . . {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ } تقدّم ما المعنى بالطور . وفي الشام جبل عرف بالطور ولزمه هذا الاسم ، وهو طور بسيناء . وليس هو المرفوع على بني إسرائيل ، لأن رفع الجبل كان فيما يلي التيه من جهة ديار مصر وهم ناهضون مع موسى عليه السلام ، وتقدمت قصة رفع الطور في البقرة . والباء في بميثاقهم للسبب ، وهو العهد الذي أخذه موسى عليهم بعد تصديقهم بالتوراة أن يعملوا بما فيها ، فنقضوا ميثاقهم وعبدوا العجل ، فرفع اللّه عليهم الطور . وفي كلام محذوف تقديره : بنقض ميثاقهم . {وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً } تقدّم تفسير هذه الجملة في القرة . {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِى السَّبْتِ } تقدّم ذكره عند اعتدائهم في قوله :{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِى السَّبْتِ} وقرأ ورش لا تعدوا بفتح العين وتشديد الدال ، على أنّ الأصل تعتدوا ، فألقيت حركة التاء على العين ، وأدغمت التاء في الدال . وقرأ قالون : بإخفاء حركة العين وتشديد الدال ، والنص بالإسكان . وأصله أيضاً لا تعتدوا . وقرأ الباقون من السبعة : لا تعدوا بإسكان العين وتخفيف الدال من عدي يعدو . وقال تعالى :{ إِذْ يَعْدُونَ فِى السَّبْتِ } وقرأ الأعمش والأخفش : لا تعتدوا من اعتدى . {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مّيثَاقاً غَلِيظاً } قيل : هو الميثاق الأول في قوله :{ بِمِيثَاقِهِمْ } ووصف بالغلظ للتأكيد ، وهو المأخوذ على لسان موسى وهارون أن يأخذوا التوراة بقوة ، ويعملوا بجميع ما فيها ، ويوصلوه إلى أبنائهم . وقيل : هذا الميثاق غير الأوّل ، وهو الميثاق الثاني الذي أخذ على أنبيائهم بالتصديق بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والإيمان به ، وهو المذكور في قوله :{ وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيّيْنَ لَمَا ءاتَيْتُكُم مّن كِتَابٍ } الآية . |
﴿ ١٥٤ ﴾