١١٥

وتمت كلمة ربك . . . . .

{وَتَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } لما تقدّم من أول السورة إلى هنا دلائل التوحيد والنبوة والبعث والطعن على مخالفي ذلك وكان من هنا إلى آخر السورة أحكام وقصص ، ناسب ذكر هذه الآيات هنا أي تمت أقضيته وأقداره قاله ابن عباس . وقال قتادة : كلماته هو القرآن ،

وقال الزمخشري : كل ما أخبر به وأمر ونهى ووعد وأوعد . وقال الحسن : صدقاً في الوعد وعدلاً في الوعيد .

وقيل : في ما تضمن من خبر وحكم أو فيما كان وما يكون ، أو فيما أمر وما نهى أو في الترغيب والترهيب أو فيما قال : هؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار أو في الثواب والعقاب أو في نصرة أوليائه وخذلان أعدائه ، أو في نصرة الرسول ببدر وإهلاك أعدائه أو في الإرشاد والإضلال أو في الغفران والتعذيب ، أو في الفضل والمنع أو في توسيع الرزق وتقتيره أو في إعطائه وبلائه وهذه الأقوال أول القول فسر به الصدق والمعطوف فسر به العدل ، وأعرب الحوفي والزمخشري وابن عطية وأبو البقاء { صِدْقاً وَعَدْلاً } مصدرين في موضع الحال والطبري تمييزاً وجوزه أبو البقاء . و

قال ابن عطية : هو غير صواب وزاد أبو البقاء مفعولاً من أجله وليس المعنى في { تَمُتْ } أنها كان بها نقص فكملت وإنما المعنى استمرت وصحت كما جاء في الحديث : { وتم حمزة على إسلامه} . وكقوله تعالى :{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ } أي استمرت وهي عبارة عن نفوذ أقضيته .

وقرأ الكوفيون هنا كلمة بالإفراد ونافع جميع ذلك { كَلِمَاتُ } بالجمع تابعه أبو عمرو وابن كثير هنا .

{لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ } أي لا مغير لأقضيته ولا مبدل لكلمات القرآن فلا يلحقها تغيير ، لا في المعنى ولا في اللفظ وفي حرف أبي لا مبدل لكلمات اللّه .

{وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } أي السميع لأقوالكم العليم بالضمائر .

﴿ ١١٥