١٣٤

إن ما توعدون . . . . .

{إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لأَتٍ } ظاهر ما العموم في كل ما يوعد به . وقال الحسن : من مجيء الساعة لأنهم كانوا يكذبون بها .

وقيل : من الوعد والوعيد .

وقيل : من النصر للرسول لكائن .

وقيل : من العذاب { الآتي } يوم القيامة .

وقيل : من الوعد يوم القيامة لقرينة { لأَتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } والإشارة إلى هذا الوعيد المتقدّم خصوصاً

وإما أن يكون للعموم مطلقاً فذلك يتضمن إنفاذ الوعيد والعقائد تردد ذلك ؛ انتهى . وقال أبو عبد اللّه الرازي : الوعد مخصوص بالإخبار عن الثواب فهو آت لا محالة ، فتخصيص الوعد بهذا الجزم يدل على أن جانب الوعيد ليس كذلك ويقوي هذا الوجه أنه قال :{ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي لا تخرجون عن قدرتنا وحكمتنا فلما ذكر الوعد جزم ، ولما ذكر الوعيد ما زاد على { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } وذلك يدل على أن جانب الرحمة غالب فتلخص في قوله :{ مَّا تُوعَدُونَ } العموم ويخرج منه ما خرج بالدليل أو يراد به الخصوص من الحشر أو النصر أو الوعيد أو الوعد أي بلازمهما من الثواب أو العقاب أو مجموعهما ستة أقوال . وكتبت أن مفصولة من ما وما بمعنى الذي وفي هذه الجملة إشعار بقصر الأمل وقرب الأجل والمجازاة على العمل .

{وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين أعجزني الشيء : فاتني أي لا يفوتنا عن ما أردنا بكم .

قال ابن عطية : معناه بناجين وهنا تفسير باللازم .

﴿ ١٣٤