٩٥

ثم بدلنا مكان . . . . .

{ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيّئَةِ الْحَسَنَةَ } أي مكان الحال السيئة من البأساء والضراء الحال الحسنة من السّرّاء والنعمة ، قال ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة مكان الشدّة الرخاء ،

وقيل مكان الشرّ الخير ومكان و { الْحَسَنَةَ } مفعولاً بدل و { مَّكَانَ } هو محل الباء أي بمكان السيئة وفي لفظ { مَّكَانَ } إشعار بتمكن البأساء منهم كأنه صار للشدة عندهم مكان وأعرب بعضهم { مَّكَانَ } ظرفاً أي في مكان { حَتَّى عَفَواْ } أي كثروا وتناسلوا ، وقال مجاهد : كثرت أموالهم وأولادهم ، وقال ابن بحر حتى أعرضوا من عفا عن ذنبه أي أعرض عنه ، وقال الحسن : سمنوا ، وقال قتادة سرّوا بكثرتهم وذلك استدراج منه لهم لأنه أخذهم بالشدة ليتعظوا ويزدجروتا فلم يفعلوا ثم أخذهم بالرخاء ليشكروا .{ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ ءابَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء } أبطرتهم النعمة وأشروا فقالوا هذه عادة الدّهر ضرّاء وسرّاء وقد أصاب آباءنا مثل ذلك لا بابتلاء وقصد بل ذلك بالاتفاق لا على ما تخبر الأنبياء جعلوا أسلافهم وما أصابهم مثلاً لهم ولما يصيبهم فلا ينبغي أن ننكر هذه العادة من أفعال الدهر .{ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } تقدّم الكلام على مثل هذه الآية لما أفسدوا على التقديرين

أخذوا هذا الأخذ .

﴿ ٩٥