١٧

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّه كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ } : تقدم تفسير مثل هذا الكلام ، ومساقه هنا باعتبارين :

أحدهما : أنه لما قالوا : ائت بقرآن غير هذا أو بدله ، كان في ضمنه أنهم ينسبونه إلى أنه ليس من عند اللّه وإنما هو اختلاق ، فبولغ في ظلم من افترى على اللّه كذباً كما قال : فمن

أظلم ممن افترى على اللّه كذباً ، أو قال : أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ، ومن قال : سأنزل مثل ما أنزل اللّه وقد قام الدليل القاطع على أنّ هذا القرآن هو من عند اللّه ، وقد كذبتم بآياته ، فلا أحد أظلم منكم . والاعتبار

الثاني : أنّ ذلك توطئة لما يأتي بعده من عبادة الأوثان أي : لا أحد أظلم منكم في افترائكم على اللّه أنّ له شريكاً ، وأن له ولداً ، وفيما نسبتم إليه من التحليل والتحريم .

﴿ ١٧