٨

عسى ربكم أن . . . . .

عسى ربكم أن يرحمكم بعد المرة الثانية إن تبتم وانزجرتم عن المعاصي ، وهذه الترجئة ليست لرجوع دولة وإنما هي من باب ترحم المطيع منهم ، وكان من الطاعة أن يتبعوا عيسى ومحمداً عليهما السلام فلم يفعلوا . { وَإِنْ عُدتُّمْ } إلى المعصية مرة ثالثة عدنا إلى العقوبة وقد عادوا فأعاد اللّه عليهم النقمة بتسليط الأكاسرة وضرب الأتاوة عليهم . وعن الحسن عادوا فبعث اللّه محمداً صلى اللّه عليه وسلم فهم يطعون الجزية عن يد وهم صاغرون . وعن قتادة : ثم كان آخر ذلك أن بعث اللّه عليهم هذا الحي من العرب فهم منه في عذاب إلى يوم القيامة انتهى . ومعنى { عُدْنَا } أي في الدنيا إلى العقوبة .

وقال تعالى :{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوء الْعَذَابِ } ثم ذكر ما أعدّ لهم في الآخرة وهو جعل جهنم لهم { حَصِيرًا } والحصير السجن . قال لبيد : ومقامه غلب الرجال كأنهم

جن لدى باب الحصير قيام

وقال الحسن : يعني فراشاً ، وعنه أيضاً هو مأخوذ من الحصر والذي يظهر أنها حاصرة لهم محيطة بهم من جميع جهاتهم ، فحصير معناه ذات حصر إذ لو كان للمبالغة لزمته التاء لجريانه على مؤنث كما تقول : رحيمة وعليمة ، ولكنه على معنى النسب كقوله السماء منفطر به أي ذات انفطار .

﴿ ٨