١٣

وكل إنسان ألزمناه . . . . .

وخاطب اللّه العرب في هذه الآية بما تعرف إذ كان من عادتها التيمن والتشاؤم بالطير في كونها سانحة وبارحة وكثر ذلك حتى فعلته بالظباء وحيوان الفلاة ، وسمي ذلك كله تطيراً . وكانت تعتقد أن تلك الطيرة قاضية بما يلقي الإنسان من خير وشر ، فأخبرهم اللّه تعالى في أوجز لفظ وأبلغ إشارة أن جميع ما يلقى الإنسان من خير وشر فقد سبق به القضاء وألزم حظه وعمله ومكسبه في عنقه ، فعبر عن الحظ والعمل إذ هما متلازمان بالطائر قاله مجاهد وقتادة بحسب معتقد العرب في التطير ، وقولهم في الأمور على الطائر الميمون وبأسعد طائر ، ومنه ما طار في المحاصة والسهم ، ومنه

فطار لنا من القادمين عثمان بن مظعون أي كان ذلك حظنا .

وعن ابن عباس : { طائرة } عمله ، وعن السدّي كتبه الذي يطير إليه . وعن أبي عبيدة : الطائر عند العرب الحظ وهو الذي تسميه البخت . وعن الحسن : يا ابن آدم بسطت لك صحيفة إذا بعثت قلدتها في عنقك ، وخص العنق لأنه محل الزينة والشين فإن كان خيراً زانه كما يزين الطوق والحلي ، وإن كان شراً شأنه كالغل في الرقبة .

وقرأ مجاهد والحسن وأبو جاء طيره . وقرىء :{ طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ } بسكون النون .

وقرأ الجمهور ومنهم أبن جعفر :{ وَنُخْرِجُ } بنون مضارع أخرج .{ كِتَاباً } بالنصب . وعن أبي جعفر أيضاً ويخرج بالياء مبنياً للمفعول { كِتَاباً } أي ويخرج الطائر كتاباً . وعنه أيضاً كتاب بالرفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله .

وقرأ الحسن وابن محيصن ومجاهد : ويخرج بفتح الياء وضم الراء أي طائره كتاباً إلا الحسن فقرأ : كتاب على أنه فاعل يخرج . وقرأت فرقة : ويخرج بضم الياء وكسر الراء أي ويخرج اللّه .

وقرأ الجمهور { يَلْقَاهُ } بفتح الياء وسكون اللام .

وقرأ ابن عامر وأبو جعفر والحجدري والحسن بخلاف عنه { يَلْقَاهُ } بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف .{ مَنْشُوراً } غير مطوي ليمكنه قراءته ، و { يَلْقَاهُ } و { مَنْشُوراً } صفتان لكتاب ، ويجوز أن يكون { مَنْشُوراً } حالاً من مفعول يلقاه

﴿ ١٣