٧إنا جعلنا ما . . . . . وارتباط قوله { إِنَّا جَعَلْنَا } الآية بما قبلها هو على سبيل التسلية للرسول صلى اللّه عليه وسلم لأنه تعالى أخبر أنه خلق ما على الأرض من الزينة للإبتلاء والاختبار أي الناس { أَحْسَنُ عَمَلاً } فليسوا على نمط واحد في الاستقامة واتباع الرسل ، بل لا بد أن يكون فيهم من هو أحسن عملاً ومن هو أسوأ عملاً ، فلا تغتم وتحزن على من فضلت عليه بأنه يكون أسوأ عملاً ومع كونهم يكفرون بي لا أقطع عنهم موادّ هذه النعم التي خلقتها . و { جَعَلْنَا } هنا بمعنى خلقنا ، والظاهر أن ما يراد بها غير العامل وأنه يراد به العموم فيما لا يعقل . و { زِينَةُ } كل شيء بحسبه . وقيل : لا يدخل في ذلك ما كان فيه إيذاء من حيوان وحجر ونبات لأنه لا زينة فيه ، ومن قال بالعموم قال فيه { زِينَةُ } من جهة خلقه وصنعته وإحكامه . وقيل : المراد بما هنا خصوص ما لا بعقل . فقيل : الأشجار والأنهار . وقيل : النبات لما فيه من الاختلاف والأزهار . وقيل : الحيوان المختلف الأشكال والمنافع والأفعال . وقيل : الذهب والفضة والنحاس والرصاص والياقوت والزبرجد والجوهر والمرجان وما يجري مجرى ذلك من نقائس الأحجار . وقال الزمخشري :{ مَا عَلَى الاْرْضِ } يعني ما يصلح أن يكون { زِينَةً لَّهَا } ولأهلها من زخارف الدنيا وما يستحسن منها . وقالت : فرقة أراد النعيم والملابس والثمار والخضرة والمياه . وقيل :{ مَا } هنا لمن يعقل ، فعن مجاهد هو الرجال وقاله ابن جبير عن ابن عباس وروى عكرمة أن الزينة الخلفاء والعلماء والأمراء . وانتصب { زِينَةُ } على الحال أو على المفعول من أجله إن كان { جَعَلْنَا } بمعنى خلقنا ، وأوجدنا ، وإن كانت بمعنى صيرنا فانتصب على أنه مفعول ثان . واللام من { لِنَبْلُوَهُمْ } تتعلق بجعلنا ، والابتلاء الاختبار وهو متأوّل بالنسبة إلى اللّه تعالى . والضمير في { لِنَبْلُوَهُمْ } إن كانت ما لمن يعقل فهو عائد عليها على المعنى ، وأن لا يعود على ما يفهم من سياق الكلام وهو سكان الأرض المكلفون { وأيهم } يحتمل أن يكون الضمير فيها إعراباً فيكون { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم } مبتدأ و { أَحْسَنُ } خبره . والجملة في موضع المفعول { لِنَبْلُوَهُمْ } ويكون قد علق { لِنَبْلُوَهُمْ } إجراءً لها مجرى العلم لأن الابتلاء والاختبار سبب للعلم ، كما علقوا سل وانظر البصرية لأنهما سببان للعلم وإلى أن الجملة استفهامية مبتدأ وخبر ذهب الحوفي ، ويحتمل أن تكون الضمة فيها بناء على مذهب سيبويه لوجود شرط جواز البناء في أي . وهو كونها مضافة قد حذف صدر صلتها ، فأحسن خبر مبتدأ محذوف فتقديره هو { أَحْسَنُ } ويكون { أَيُّهُم } في موضع نصب بدلاً من الضمير في { لِنَبْلُوَهُمْ } ، والمفضل عليه محذوف تقديره ممن ليس { أَحْسَنُ عَمَلاً} وقال الثوري أحسنهم عملاً أزهدهم فيها . وقال إبو عاصم العسقلاني : أَترك لها . وقال الزمخشري : حسن العمل الزهد فيها وترك الاغترار بها . وقال أبو بكر غالب بن عطية : أحسن العمل أخذ بحق مع الإيمان وأداء الفرائض واجتناب المحارم والإكثار من المندوب إليه . وقال الكلبي : أحسن طاعة . وقال القاسم بن محمد ما عليها من الأنبياء والعلماء ليبلوَ المرسل إليم والمقلدين للعلماء أيهم أحسن قبولاً وإجابة . وقال سهل : أحسن توكلاً علينا فيها . وقيل : أصفى قلباً وأحسن سمتاً . وقال ابن إسحاق : أيهم أتبع لأمري وأعمل بطاعتي . |
﴿ ٧ ﴾