٥٧وما نرسل المرسلين . . . . . {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشّرِينَ } أي بالنعيم المقيم لمن آمن { وَمُنذِرِينَ } أي بالعذاب الأليم لمن كفر لا ليجادلوا ولا ليتمنى عليهم الاقتراحات { لِيُدْحِضُواْ } ليزيلوا { وَاتَّخَذُواْ ءايَاتِى } يجمع آيات القرآن وعلامات الرسول قولاً وفعلاً{ وَمَا أُنْذِرُواْ } من عذاب الآخرة ، واحتملت { مَا } أن تكون بمعنى الذي ، والعائد محذوف أي { وَمَا } أنذروه وأن تكون مصدرية أي وإنذارهم فلا تحتاج إلى عائد على الأصح { هزؤاً } أي سخرية واسخفافاً لقولهم أساطير الأولين . لو شئنا لقلنا مثل هذا وجداً لهم للرسول صلى اللّه عليه وسلم قولهم { وَمَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } ولو شاء اللّه لأنزل ملائكة وما أشبه ذلك ، والآيات المضاف إلى الرب هو القرآن ولذلك عاد الضمير مفرداً في قوله { أَن يَفْقَهُوهُ } وإعراضه عنها كونه لا يتذكر حين ذكر ولم يتدبر ونسي عاقبة ما قدّمت يداه من الكفر والمعاصي غير مفكر فيها ولا ناظر في أن المحسن والمسيء يجزيان بما عملا . وتقدم تفسير نظير قوله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكّرَ بِئَايِاتِ رَبّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِىَ مَا } ثم أخبر تعالى أن هؤلاء لا يهتدون أبداً وهذا من العام والمراد به الخصوص ، وهو من طبع اللّه على قلبه وقضى عليه بالموافاة على الكفر إذ قد اهتدي كثير من الكفرة وآمنوا ، ويحتمل أن يكون ذلك حكماً على الجميع أي { وَإِن تَدْعُهُمْ } أي { إِلَى الْهُدَى } جميعاً{ فَلَنْ يَهْتَدُواْ } جميعاً{ أَبَدًا } وحمل أولاً على لفظ من فأفرد ثم على المعنى في قوله { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ } فجمع وجعلوا دعوة الرسول إلى الهدى وهي التي تكون سبباً لوجود الإهتداء ، سبباً لانتفاء هدايتهم ، وهذا الشرط كأنه جواب للرسول عن تقدير قوله مالي لا أدعوهم إلى الهدى حرصاً منه عليه الصلاة والسلام على حصول إيمانهم ، فقيل :{ وَإِن تَدْعُهُمْ } وتقييده بالأبدية مبالغة في انتفاء هدايتهم . |
﴿ ٥٧ ﴾