٧٣قال لا تؤاخذني . . . . . فقال { لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ } والظاهر حمل النسيان على وضعه . وقد قال عليه السلام : { كانت الأولى من موسى نسياناً } والمعنى أنه نسي العهد الذي كان بينهما من عدم سؤاله حتى يكون هو المخبر له أولاً وهذا قول الجمهور . وعن أبيّ ابن كعب أنه ما نسي ولكن قوله هذا من معاريض الكلام . قال الزمخشري : أراد أنه نسي وصيته ولا مؤاخذة على الناسي ، أو أخرج الكلام في معرض النهي عن المؤاخذة بالنسيان توهمه أنه نسي ليبسط عذره في الإنكار وهو من معاريض الكلام التي ينفي بها الكذب مع التوصل إلى الغرض كقول إبراهيم عليه السلام . هذه أختي وإني سقيم : أو أراد بالنسيان الترك أي { لاَ تُؤَاخِذْنِى } بما تركت من وصيتك أول مرة انتهى . وقد بيَّن ابن عطية كلام أبيّ بكلام طويل يوقف عليه في كتابه ، ولا يعتمد إلاّ قول الرسول : { كانت الأولى من موسى نسياناً} . {وَلاَ تُرْهِقْنِى } لا تغشني وتكلفني { مِنْ أَمْرِى } وهو اتباعك { عُسْراً } أي شيئاً صعباً ، بل سهِّل عليّ في متابعتك بترك المناقشة . وقرأ أبو جعفر { عُسْراً } بضم السين حيث وقع |
﴿ ٧٣ ﴾