٣إلا تذكرة لمن . . . . . {تَذْكِرَةٌ } إذ هو مصدر ذكر ، والمذكر هو اللّه وهو المنزل تعدى إليه الفعل فنصب على أن في اشتراط اتحاد الفاعل خلافا والجمهور يشترطونه . وقال الزمخشري : فإن قلت : أما يجوز أن تقول : ما أنزلنا عليك القرآن أن تشقى كقوله { أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ } قلت : بلى ولكنها نصبة طارئة كالنصبة في { وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ } وأما النصبة في { تَذْكِرَةٌ } فهي كالتي في ضربت زيد لأنه أحد المفاعيل الخمسة التي هي أصول وقوانين لغيرها انتهى . وليس كون أن تشقى إذا حذف الجار منصوب متفقاً عليه بل في ذلك خلاف . أهو منصوب تعدى إليه الفعل بعد إسقاط الحرف أو مجرور بإسقاط الجار وإبقاء عمله ؟ و قال ابن عطية :{ إِلاَّ تَذْكِرَةً } يصح أن ينصب على البدل من موضع { لِتَشْقَى } ويصح أن ينصب بإضمار فعل تقديره لكن أنزلناه تذكرة انتهى . وقد ردّ الزمخشري تخريج ابن عطية الأول فقال : فإن قلت : هل يجوز أن يكون { تَذْكِرَةٌ } بدلاً من محل { لِتَشْقَى } ؟ قلت : لا لاختلاف الجنسين ولكنها نصب على الاستثناء المنقطع الذي إلاّ فيه بمعنى لكن انتهى . ويعني باختلاف الجنسين أن نصب { تَذْكِرَةٌ } نصبة صحيحة ليست بعارضة والنصبة التي تكون في { لِتَشْقَى } بعد نزع الخافض نصبة عارضة والذي نقول أنه ليس له محل البتة فيتوهم البدل منه . وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون المعنى { إِنَّا أَنزَلْنَا } إليك { الْقُرْءانَ } لتحمل متاعب التبليغ ومقاولة العتاة من أعداء الإسلام ومقاتلتهم وغير ذلك من أنواع المشاق وتكاليف النبوة و { مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ } هذا المتعب الشاق { إِلا } ليكون { تَذْكِرَةٌ } وعلى هذا الوجه يجوز أن كيون { تَذْكِرَةٌ } حالاً ومفعولاً له { لّمَن يَخْشَى } لمن يؤول أمره إلى الخشية انتهى . وهذا معنى متكلف بعيد من اللفظ وكون { إِلاَّ تَذْكِرَةً } بدل من محل { لِتَشْقَى } هو قول الزجاج . وقال النحاس : هذا وجه بعيد وأنكره أبو عليّ من قبل أن التذكرة ليست بشقاء . وقال الحوفي : ويجوز أن يكون { تَذْكِرَةٌ } بدلاً من { الْقُرْءانَ } ويكون { الْقُرْءانَ } هو { التَّذْكِرَةِ } وأجاز هو وأبو البقاء أن يكون مصدراً أي لكن ذكرنا به { تَذْكِرَةٌ} قال أبو البقاء ولا يجوز أن يكون مفعولاً له لأنزلنا المذكور لأنه قد تعدى إلى مفعول وهو { لِتَشْقَى } ولا يتعدى إلى آخر من جنسه انتهى . والخشية باعثة على الإيمان والعمل الصالح . |
﴿ ٣ ﴾