١٠إذ رأى نارا . . . . . ولما صلد زنده { رَأَى نَاراً} والظاهر أن { إِذْ } ظرف للحديث لأنه حدث . وأجاز الزمخشري أن تكون ظرفاً لمضمر أي { نَارًا } كان كيت وكيت ، وأن تكون مفعولاً لأذكر { امْكُثُواْ } أي أقيموا في مكانكم ، وخاطب امرأته وولديه والخادم . وقرأ الأعمش وطلحة وحمزة ونافع في رواية { لاِهْلِهِ امْكُثُواْ } بضم الهاء وكذا في القصص والجمهور بكسرها { إِنّى آنَسْتُ } أي أحسست ، والنار على بعد لا تحس إلاّ بالبصر فلذلك فسره بعضهم برأيت ، والإيناس أعم من الرؤية لأنك تقول {آنَسْتُ } من فلان خيراً . وقال الزمخشري : الإيناس الإبصار البين الذي لا شبهة فيه ، ومنه إنسان العين لأنه يتبين به الشيء والإنس لظهورهم كما قيل الجن لاستتارهم . وقيل : هو إبصار ما يؤنس به لما وجد منه الإيناس فكان مقطوعاً متيقناً حققه لهم بكلمة إن ليوطن أنفسهم . ولما كان الإتيان بالقبس ووجود الهدى مترقبين متوقعين بنى الأمر فيهما على الرجاء والطمع ، وقال : لعل ولم يقطع فيقول إني آتيكم لئلا يعد ما ليس يستيقن الوفاء به انتهى . والظاهر أنه رأى نوراً حقيقة . وقال الماوردي : كانت عند موسى { نَارًا } وكانت عند اللّه نوراً . قيل : وخيِّل له أنه نار . قيل : ولا يجوز هذا لأن الإخبار بغير المطابق لا يجوز على الانبياء عليهم الصلاة والسلام . ولفظة على ههنا على بابها من الاستعلاء ، ومعناه إن أهل النار يستعلون المكان القريب منها ، أو لأن المصطلين بها والمستمتعين إذا تكنفوها قياماً وقعوداً كانوا مشرفين عليها ومنه قول الأعشى . ويات على النار الندى والمحلق وقال ابن الأنباري : على بمعنى عند وبمعنى مع وبمعنى الباء ، وذكر الزجاج أنه ضل عن الماء فترجى أن يلقى من يهديه الطريق أو يدله على الماء ، وانتصب { هُدًى } على أنه مفعول به على تقدير محذوف أي ذا { هُدًى } أو على تقدير حذف لأنه إذا وجد الهادي فقد وجد الهدى هدى الطريق . وقيل :{ هُدًى } في الدين قاله مجاهد وقتادة وهو بعيد ، وهو وإن كان طلب من يهديه الطريق فقد وجد الهدى على الإطلاق . |
﴿ ١٠ ﴾