١٦

فلا يصدنك عنها . . . . .

والظاهر أن الضمير في { عَنْهَا } و { بِهَا } عائد على الساعة .

وقيل : على الصلاة .

وقيل { عَنْهَا } عن الصلاة و { بِهَا } أي بالساعة ، وأبعد جداً من ذهب إلى أن الضمير في { عَنْهَا } يعود على ما تقدم من كلمة { لا إِلَاهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدْنِى}

والظاهر أن الخطاب في { فَلا } لموسى عليه السلام ، ولا يلزم من النهي عن الشيء إمكان وقوعه ممن سبقت له العصمة ، فينبغي أن يكون لفظاً وللسامع غيره ممن يمكن وقوع ذلك منه ، وأبعد من ذهب إلى أنه خطاب للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم لفظاً ولأمته معنى .

وقال الزمخشري :

فإن قلت : العبارة أنهى من لا يؤمن عن صدّ موسى ، والمقصود نهي موسى عن التكذيب بالبعث أو أمره بالتصديق ؟

قلت : فيه وجهان .

أحدهما : أن صد الكافر عن التصديق بها سبب للتكذيب ، فذكر السبب ليدل على المسبب .

والثاني : أن صد الكافر مسبب عن رخاوة الرجل في الدين ولين شكيمته ، فذكر المسبب ليدل على السبب كقولهم لا أرينك هاهنا . المراد نهيه عن مشاهدته والكون بحضرته وذلك سبب رؤيته إياه ، فكان ذكر المسبب دليلاً على السبب كأنه قيل : فكن شديد الشكيمة صلب المعجم حتى لا يتلوح منك لمن يكفر بالبعث أنه يطمع في صدك عما أنت عليه { هَوَاهُ فَتَرْدَى } يجوز أن يكون منصوباً على جواز النهي وأن يكون مرفوعاً أي فأنت تردى .

وقرأ يحيى فَتِردى بكسر التاء .

﴿ ١٦