١٧

وما تلك بيمينك . . . . .

{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسَى مُوسَى } هو تقرير مضمنه التنبيه ، وجمع النفس لما يورد عليها وقد علم تعالى في الأزل ما هي وإنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عز وجل في الخشبة

اليابسة من قلبها حية نضناضة ، ويتقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه ، وينبهه على قدرته الباهرة و { مَا } استفهام مبتدأ و { تِلْكَ } خبره و { يَمِينِكَ } في موضع الحال كقوله { وَهَاذَا بَعْلِى شَيْخًا } والعامل اسم الإشارة .

قال الزمخشري : ويجوز أن يكون { تِلْكَ } أسماً موصولاً صلته بيمينك ، ولم يذكر ابن عطية غيره وليس ذلك مذهباً للبصريين وإنما ذهب إليه الكوفيون ، قالوا : يجوز أن يكون اسم الإشارة موصولاً حيث يتقدر بالموصول كأنه قيل : وما التي بيمينك ؟ وعلى هذا فيكون العامل في المجرور محذوفاً كأنه قيل : وما التي استقرت بيمينك ؟ وفي هذا السؤال وما قبله من خطابه تعالى لموسى عليه السلام استئناس عظيم وتشريف كريم .

﴿ ١٧