٢٣

ولقد أرسلنا نوحا . . . . .

لما ذكر أولاً بدء الإنسان وتطوّره في تلك الأطوار ، وما امتن به عليه مما جعله تعالى سبباً لحياتهم ، وإدراك مقاصدهم ، ذكر أمثالاً لكفار قريش من الأمم السابقة المنكرة لإرسال اللّه رسلاً المكذبة بما جاءتهم به الأنبياء عن اللّه ، فابتدأ قصة نوح لأنه أبو البشر الثاني كما ذكر أولاً آدم في قوله { مِن سُلَالَةٍ مّن طِينٍ } ولقصته أيضاً مناسبة بما قبلها إذ قبلها { وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } فذكر قصة من صنع الفلك أولاً وأنه كان سبب نجاة من آمن وهلك من لم يكن فيه الفلك من نعمة اللّه ، كل هذه القصص يحذر بها قريشاً نقم اللّه ويذكرهم نعمه .

{مَا لَكُم مّنْ إِلَاهٍ غَيْرِى } جملة مستأنفة منبهة على أن يفرد بالعبادة من كان منفرداً بالإلهية فكأنها تعليل لقوله { اعْبُدُواْ اللّه }{ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي أفلا تخافون عقوبته إذا عبدتم غيره

﴿ ٢٣