٣واتخذوا من دونه . . . . . {وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءالِهَةً } الضمير في { وَاتَّخَذُواْ } عائد على ما يفهم من سياق الكلام لأن في قوله { وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ } دلالة على ذلك لم ينف إلاّ وقد قيل به . وقال الكرماني : الواو ضمير للكفار وهم مندرجون في قوله { لّلْعَالَمِينَ} وقيل : لفظ { نَذِيراً } ينبىء عنهم لأنهم المنذرون ويندرج في { وَاتَّخَذُواْ } كل من ادعى إلهاً غير اللّه ، ولا يختص ذلك بعباد الأوثان وعباد الكواكب . وقال القاضي : يبعد أن يدخل فيه النصارى لأنهم لم يتخذوا من دون اللّه آلهة على الجمع . والأقرب أن المراد به عبَدة الأصنام ، ويجوز أن يدخل فيه من عبد الملائكة لأن لعبادها كثرة انتهى . ولا يلزم ما قال لأن { وَاتَّخَذُواْ } جمع و { ءالِهَةً } جمع ، وإذا قوبل الجمع بالجمع تقابل الفرد بالفرد ، ولا يلزم أن يقابل الجمع بالجمع فيندرج معبود النصارى في لفظ { ءالِهَةً} ثم وصف الآلهة بانتفاء إنشائهم شيئاً من الأشياء إشارة إلى انتفاء القدرة بالكلية ، ثم بأنهم مخلوقون للّه ذاتاً أو مصنوعون بالنحت والتصوير على شكل مخصوص ، وهذا أبلغ في الخساسة ونسبة الخلق للبشر تجوز . ومنه قول زهير : ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري وقال الزمخشري : الخلق بمعنى الافتعال كما في قوله { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } والمعنى أنهم آثروا على عبادته عبادة آلهة لا عجز أبَيْنَ من عجزهم ، لا يقدرون على شيء من أفعال اللّه ولا أفعال العباد حيث لا يفتعلون شيئاً وهم يفتعلون لأن عبدتهم يصنعونهم بالنحت والتصوير { وَلاَ يَمْلِكُونَ لاِنفُسِهِمْ } دفع ضرر عنها ولا جلب نفع إليها ، وهم يستطيعون وإذا عجزوا عن الافتعال ودفع الضرر وجلب النفع الذي يقدر عليه العباد كانوا عن الموت والحياة والنشور التي لا يقدر عليها إلاّ اللّه أعجز . |
﴿ ٣ ﴾