٦قل أنزله الذي . . . . . {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السّرَّ } أي كل سر خفي ، ورد عليهم بهذا وهو وصفه تعالى بالعلم لأن هذا القرآن لم يكن ليصدر إلاّ من علام بكل المعلومات لما احتوى عليه من إعجاز التركيب الذي لا يمكن صدوره من أحد ، ولو استعان بالعالم كلهم ولاشتماله على مصالح العالم وعلى أنواع العلوم واكتفى بعلم السر لأن ما سواه أولى أن يتعلق علمه به ، أو { يَعْلَمْ } ما تسرون من الكيد لرسوله مع علمكم ببطل ما تقولون فهو مجازيكم { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } إطماع في أنهم إذا تابوا غفر لهم ما فرط من كفرهم ورخمهم . أو { غَفُوراً رَّحِيماً } في كونه أمهلكم ولم يعاجلكم على ما استوجبتموه من العقاب بسبب مكابرتكم ، أو لما تقدم ما يدل على العقاب أعقبه بما يدل على القدرة عليه لأن المتصف بالغفران والرحمة قادر على أن يعاقب . |
﴿ ٦ ﴾