٢٣وقدمنا إلى ما . . . . . والقدوم الحقيقي مستحيل في حق اللّه تعالى فهو عبارة عن حكمه بذلك وإنفاذه . قيل : أو على حذف مضاف أي قدمت ملائكتنا وأسند ذلك إليه لأنه عن أمره ، وحسنت لفظة { قدمنا } لأن القادم على شيء مكروه لم يقرره ولا أمر به مغير له ومذهب ، فمثلت حال هؤلاء وأعمالهم التي عملوها في كفرهم من صلة رحم وإغاثة ملهوف وقرى ضيف ، ومنّ علي أسير . وغير ذلك من مكارمهم بحال قوم خالفوا سلطانهم فقصد إلى ما تحت أيديهم فمزقها بحيث لم يترك لها أثراً ، وفي أمثالهم أقل من الهباء و { هَبَاء مَّنثُوراً } صفة للّهباء شبهه بالهباء لقلته وأنه لا ينتفع به ، ثم وصفه بمنثوراً لأن الهباء تراه منتظماً مع الضوء فإذا حركته الريح رأيته قد تناثر وذهب . وقال الزمخشري : أو جعله يعني { مَّنثُوراً } مفعولاً ثالثاً لجعلناه أي { فَجَعَلْنَاهُ } جامعاً لحقارة الهباء والتناثر . كقوله { كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } أي جامعين للمسخ والخسء انتهى . وخالف ابن درستويه فخالف النحويين في منعه أن يكون لكان خبران وأزيد . وقياس قوله في جعل أن يمنع أن يكون لها خبر ثالث . وقال ابن عباس : الهباء المنثور ما تسفي به الرياح وتبثه . وعنه أيضاً : الهباء الماء المهراق والمستقر مكان الاستقرار في أكثر الأوقات . |
﴿ ٢٣ ﴾