٣١وقال الرسول يا . . . . . والظاهر أن دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ربه وإخباره بهجر قومه قريش القرآن هو مما جرى له في الدنيا بدليل إقباله عليه مسلياً مؤانساً بقوله { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ } وأنه هو الكافي في هدايته ونصره فهو وعد منه بالنصر وهذا القول من الرسول وشكايته فيه تخويف لقومه . وقالت فرقة منهم أبو مسلم إنه قوله عليه السلام في الآخرة كقوله { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً } والظاهر أن { مَهْجُوراً } بمعنى متروكاً من الإيمان به مبعداً مقصياً من الهجر بفتح الهاء . وقاله مجاهد والنخعي وأتباعه . وقيل : من الهجر والتقدير { مَهْجُوراً } فيه بمعنى أنه باطل . وأساطير الأولين أنهم إذا سمعوه هجروا فيه كقوله { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَاذَا الْقُرْءانِ وَالْغَوْاْ فِيهِ} قال الزمخشري : ويجوز أن يكون المهجور بمعنى الهجر كالملحود والمعقول ، والمعنى اتخذوه هجراً والعد ويجوز أن يكون واحداً وجمعاً انتهى . وانتصب { هَادِياً } و { نَصِيراً } على الحال أو على التمييز . |
﴿ ٣١ ﴾